احتفل لاعبو ومسؤولو منتخب موزمبيق بالانتصار التاريخي غير المسبوق على المنتخب المغربي بثنائية نظيفة، ظهر أول أمس الأحد. على أرضية ملعب ماتشافا ذو العشب الاصطناعي، في ذهاب الدور الأخير من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 بالجار جنوب إفريقيا لكنهم أيضا احتفظوا بواقعيتهم وبكون أن هناك مباراة أخرى من 90 دقيقة ينبغي التعامل معها بنفس الجدية لتحقيق أمل الصعود للنهائيات، في ظل تقدم مهم لم يكن أشد المتفائلين الموزمبيقيين يتوقعه. أسعد الموزمبيقيين كان هو المدرب الألماني إنغلز غيرت لاعب مانشنغلادباخ السابق الذي شكر لاعبيه على انضباطهم وبرودة أعصابهم رغم تأخر افتتاح التسجيل وقال:» إنها مباراة جيدة تمكنا خلالها من تحقيق تقدم بفارق هدفين سيكون مفيدا لنا لحسم التأهل أمام منتخب مغربي قوي، كان مهما بالنسبة لنا أن نسجل وأعتقد بأننا نتوفر على حظوظ كبيرة للمرور للنهائيات». وأضاف: «أنا غير متأكد بأننا قد تأهلنا، لكن لدينا فرص أكبر لتحقيق ذلك بعد أن قمنا بخطوة كبرى نحو الأمام رغم أن الأصعب ينتظرنا في الإياب». وتابع: «مثلما حصل اليوم فإن الأهم بالنسبة لنا في مباراة العودة هو أن نسجل أهدافا مع ضرورة أن نكون في قمة تركيزنا وأن ندافع بشكل جيد لأن المغاربة يتميزون بالسرعة وإذا دافعنا جيدا فإننا سنمر للنهائيات». وهو نفس ما ذهب إليه المدرب المساعد ابن البلد جواو كاسانو الذي شدد على أهمية تعزيز التقدم المسجل بمابوتو وقال عقب نهاية المباراة التي شهدت احتفالية كبرى بالعاصمة وكبريات المدن الموزمبيقية:» نحن مطالبون بتعزيز تقدمنا حيث ينتظرنا إياب صعب في ظل ظروف كلها غير مساعدة، إذ أن المغاربة سيلعبون الكل للكل وعلينا أن نستحضر أهمية التواجد في أرقى تظاهرة كروية بإفريقيا». وأضاف: «المنتخب المغربي جاء للموزمبيق بحثا عن التعادل بعد اعتمادهم على لعب بطئ في الانتقال من الدفاع للهجوم، مع القيام بمرتدات سريعة بحثا عن هز دفاعنا لكن ذلك لم يكن كافيا لهزم منتخب الأفاعي الذي كان جيدا». وتابع: «علينا التحضير جيدا لمباراة الإياب لأن المغاربة سيخلقون لنا عدة متاعب وسيستعملون جميع الأسلحة الممكنة». وسار دومنغيز مايسترو المنتخب ولاعب ماميلودي سان داونز الجنوب إفريقي ومسجل الهدف الثاني في نفس الاتجاه وقال:» أعتقد أن لا شيء قد حسم رغم أن إحراز هدفين يبقى أمر مهما والآن أمامنا وقت طويل لتحضير مباراة الإياب الذي لن يكون سهلا». ويلتقي منتخب الموزمبيق اليوم الثلاثاء في مباراة ودية أمام الجار جنوب إفريقيا تحضيرا لمباراة الإياب. إلى ذلك أجمعت الصحف الموزمبيقية الصادرة صباح أمس الاثنين، على التنويه بمنتخبها الوطني الذي تمكن من تحقيق نتيجة إيجابية كبيرة قد تجعله يضمن تواجده للمرة الخامسة، في النهائيات القارية، في حال تأكيد نتيجة الذهاب وهو ما ذهبت إليه أغلب تعليقات الصحف على صدر صفحاتها الأولى. واعتبرت يومية «الأخبار» الفوز الكبير على المغرب بثنائية نظيفة رغم غياب ثلاثة من أبرز لاعبي منتخب «الأفاعي» خطوة عملاقة نحو نهائيات 2013 قبل أن تنوه بهدفي ميرو ودومنغيز في آخر ربع ساعة، والذين توجا عملا جماعيا بعد سلسلة من الهجمات التي كان يقودها دومنغيز لاعب سان داونز الجنوب إفريقي قبل أن تضيف: «بعد حسم الشوط الأول للمباراة يبقى مهما طرح المنافس أرضا بعد أسبوعين، وعلينا أن نقدم عدة تضحيات لأننا سنواجه منتخبا مغربيا معتمدا على عاملي الأرض والجمهور سيبحث بأي ثمن عن العودة في النتيجة». وأضافت:» انطلاقا من ذلك على المدرب إنغل غيرت أن يستخلص الدروس ويحدد استراتيجية الإعداد بإشراك اللاعبين الأكثر تنافسية واستثمار مؤهلات لاعبيه وتقدم الهدفين للتواجد ضمن 16 منتخبا بالدورة المقبلة». وشاركت الموزمبيق أربع مرات بنهائيات أمم إفريقيا آخرها عام 2010 بأنغولا حين كان يدرب المنتخب الهولندي مارت نووج. ونقلت يومية «الحقيقة» أفراح الشعب الموزمبيقي وعجز قوات الجيش والأمن عن استيعاب الأمواج البشرية التي جابت شوارع مابوتو للاحتفال بالانتصار التاريخي الذي أسعد 23 مليون موزمبيقي كما استعرضت وقائع تسجيل الهدفين والعمل الكبير الذي قام به المايسترو دومنغيز بعد أن راوغ المدافع السليماني ومنح تمريرة الهدف لميرو لوبو قبل أن يسجل بنفسه الهدف الثاني. وذكرت الصحيفة بأن نصف المشوار تحقق بنجاح وبأن هناك 90 دقيقة أخرى على المنتخب المحلي أن يتعامل معها بثقة وتطلع نحو تأكيد التفوق