ذرف امحمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال، الدموع خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بالرباط، والتي وجه من خلالها دعوة إلى إنقاذ الحزب مما وصفه «مأساة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخه»، دون أن يقدم ردا حاسما وصريحا حول ترشحه لمنصب الأمين العام من عدمه. و«قلب» الخليفة الطاولة على عدد من الأسماء الاستقلالية بمن فيها عباس الفاسي حيث تضمن النداء الذي تم تعميمه على الصحفيين أن «تقديس الشخص والولاء له والتصويت عليه لينفرد بالحوار والتفاوض منذ سنة 1998 وكل ما حل موسم الاستوزار هو ما جعل الطموحات الخرقاء تخرج الاستقلاليين إلى عبادة الأشخاص». وأكد النداء أنه تم «اغتيال قانون الحزب في المؤتمر الخامس عشر بالسماح لولاية ثالثة لعباس الفاسي لكونه وزيرا أول»، وقال إن «مكر التاريخ لم يسمح لعباس بالبقاء بالحكومة ولا نحن حافظنا على الحزب بعد نزول حركة 20 فبراير للشارع». وحرص الخليفة على تفنيد ما تداولته بعض وسائل الإعلام من كونه يسعى إلى تقديم نفسه ك«حل ثالث وبديل سحري ومعجزة تخرج حزب الاستقلال من أزمته»، داعيا إلى تأجيل موعد انتخاب الأمين العام، لكون تاريخ 22 من الشهر الحالي «ليس مقدسا»، حسب قوله، في انتظار أن «تهدأ النفوس وتزول الأحقاد»، على أساس انتخاب الأمين العام الجديد يوم 11 يناير2013. وقال الخليفة إن أزمة حزب الاستقلال «جد عميقة وتتلخص في التراكمات السلبية»، وأكد على أن حزب الاستقلال «مستهدف لكي يكون له أمين عام لا علاقة له بالحزب»، وأضاف أن البعض لم يعرف الحزب إلا بعد حصوله على مقعد وزاري، وأشار بشكل صريح إلى فؤاد الدويري، الذي أشار إلى أن لا علاقة له بحزب الاستقلال، كما لمح إلى أن هناك آخرين ظلوا في الخارج بعيدين عن الحزب قبل أن يجدوا طريقهم إلى المناصب، وقال: «لقد سمحنا لأنفسنا بخرق القوانين لأسباب شخصية وفئوية واستجابة لقوى ضاغطة ليصبح حزب الاستقلال يخالف كل الأحزاب في العالم بشكل يتيح لأي إنسان أن يأتي من الشاطئ بالشورط ليصبح داخل أجهزة الحزب رغم أنه لا علاقة له به». ولمح الخليفة إلى أن مبادرته تلقى دعما كبيرا من عدد من القيادات الاستقلالية، مشيرا إلى عبد الكريم غلاب وامحمد بوستة وعبد الحميد عواد، وأضاف أنه فضل حضور الندوة منفردا لكي يوصل رسالته، وقال إن عددا من الأشخاص من خارج الحزب لهم أسماء ومناصب وازنة اتصلوا به وقالوا له: «أليس فيكم رجل رشيد؟» وأضاف بأنه يتمنى أن يكون هو هذا الرجل. ووجه الخليفة دعوة إلى الاستقلاليين ل»تحمل المسؤولية الجماعية والاعتراف بالخطأ وإعلان التوبة فيما وقع»، كما طالب حميد شباط وعبد الواحد الفاسي بالقيام بنقد ذاتي والاعتراف بأنهما أساءا للحزب، وقال إنهما «خرجا من المؤتمر ليخوضا حرب داحس والغبراء يستعملان الولائم والحفلات والندوات للوصول إلى منصب الأمانة العامة». وأضاف «إذا فشل عبد الواحد سيذهب معه عدد كبير من المناضلين، وإذا فشل شباط سيفعل ومن معه العجائب والغرائب بالحزب». وقال الخليفة إنه يملك أسماء من داخل الحزب زارت الأقاليم وفعلت ما فعلت، متسائلا: كيف جاءت لائحة المجلس الوطني ومن تمثل؟ كما قدم مجموعة من الحلول التي قال إنها كفيلة بإخراج الحزب من النفق، وتتمثل في ضرورة نشر اللوائح الرسمية لأعضاء المجلس الوطني ببيان رسمي معتمد من اللجنة التنفيذية، مع التدقيق في كيفية وصول الأعضاء إلى المجلس، وأن يقوم هذا الأخير بتغيير بعض النصوص القانونية المجحفة فيما يتعلق بطريقة انتخاب الأمين العام وعدد أعضاء اللجنة التنفيذية. كما دعا كلا من شباط وعبد الواحد الفاسي إلى سحب ترشيحيهما والقيام بنقد ذاتي، مضيفا أنه في حالة عدم القيام بذلك يقرر الحزب عدم ترشيحهما حفاظا على الحرمة اللازمة لمنصب الأمين العام، مع اعتبار مجلس الرئاسة واللجنة التنفيذية الحالية والأمين العام الحالي لجنة يقظة لإدارة الأزمة وابتكار الحلول وإبقاء دورة المجلس الوطني مفتوحة.