رغم ابتعاده عن المنتخب المغربي إلا أن جواد الزايري لازال يمني النفس بحمل قميص الفريق الوطني، يقول جواد ل"المساء" إن تجربته قد اختمرت وتنوعت، وأصبح قادرا أكثر من أي وقت مضى على تقديم الإضافة اللازمة للاعبين الشباب الأحوج إلى عناصر خبرة تؤطرها فوق رقعة الملعب. "المساء" التقت بالزايري الذي يقضي جزءا من عطلته في المغرب، فكان اللقاء فرصة لحوار صحفي لامس توقف في اليونان وقبرص والخليج العربي والمغرب والموزمبيق، في بوح تنبعث منه رائحة النوسطالجيا. - أين ستكون وجهة جواد الزايري المقبلة؟ أنا في المغرب الذي أقضي فيه دائما عطلتي، أتدارس مع الوكيل خالد شويفي بعض العروض التي أناقشها، قبل الإقدام على أي خطوة، هذا هو حال اللاعب في نهاية كل موسم يعيش نفس السيناريو، حيث البحث عن محطة أخرى، الحمد لله لي من التجربة ما يمكنني من اختيار العرض الجاد، لقد لعبت في فرق عديدة وفي كل فريق أتعلم أشياء جديدة، فالكرة مدرسة. - ما هي المحطة القادمة لجواد، وهل سيخوض تجربة في المغرب؟ لا لن ألعب في الدوري المغربي في الوقت الراهن، وإن كنت أتابع بعض مباريات البطولة، أنتظر في الأيام القادمة إنهاء المفاوضات حول تعاقد جديد بأحد الأندية الخليجية، وتحديدا في قطر، لحد الساعة الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وأنا سعيد بخوض التجربة في الخليج العربي على غرار كثير من النجوم الذين قضوا فترة من الفترات في تلك الدوريات. - لكن لديك تجربة مريرة مع اتحاد جدة السعودي؟ هذه هي حياة لاعب الكرة، يمكن أن يجد ما يتمناه مع نادي ويعيش عكس ذلك مع فريق آخر، لكن اليوم الأمور تغيرت هناك عقود معتمدة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم تضمن للاعب حقه، في التجربة القادمة ينتظرني تحدي كبير جدا لأنني أسعى للعودة إلى تشكيلة المنتخب الوطني من الخليج، فأنا أشعر بأنني لازلت قادرا على العطاء رفقة أسود الأطلس، فعمري 30 سنة ولازال في جعبتي الكثير. - عدت إلى الواجهة مع أولمبياكوس اليوناني وساهمت في تحقيق اللقب، إلا أنك غيرت وجهتك صوب الدوري القبرصي أمام استغراب الجميع، ماذا حصل؟ انتقلت في فترة الانتدابات الشتوية إلى الدوري القبرصي ووقعت لنادي انورثوسيس فاماكوستا، نظرا لبعض المشاكل المادية مع الفريق اليوناني، وكنت عازما على الظفر مع الفريق القبرصي على غرار أولمبياكوس، العقد كانت مدته ستة أشهر. الحمد لله تمكنا من التأهل إلى منافسات كأس الاتحاد الأوربي وهو إنجاز في حد ذاته، أنا سعيد بالتجربة القبرصية التي أضيفها إلى سجل تجاربي مع الكرة الفرنسية والبرتغالية والسعودية واليونانية. - قال زيكو في حقك كلاما جميلا في كأس العرب بجدة، حيث وصفك بالمبدع؟ آه زيكو مدرب ولاعب كبير، تدربت على يديه في اليونان إنه رجل هادئ وله شخصية رائعة، ساهم خلال المدة التي قضاها في اليونان في استقطاب الجمهور خاصة وأن أولمبياكوس يتمتع بشعبية جارفة وحمل قميصه ليس بالأمر الهين، زيكو له نصيب في حيازة الفريق اليوناني على اللقب. - تتابع بالتأكيد مباريات المنتخب المغربي ما هي مؤاخذاتك على غيريتس؟ أتأسف ككل المغاربة كلما قدم المنتخب المغربي مباراة سيئة، المدربون يرحلون ويبقى المنتخب، في الآونة الأخيرة المستوى لا يبشر بالخير، هناك نقص في الأداء، «الريتم» بطيء جدا، ومن خلال المباريات الرسمية الأخيرة لاحظنا غياب الانسجام بين العناصر الوطنية، وهو ناتج عن غياب أو ضعف التواصل داخل الفريق الوطني، إضافة إلى غياب التنافس القوي من أجل كسب قميص المنتخب فالاختيارات تتم دون تنافسية، مما يولد نوعا من الإحباط. - المنتخب الوطني سيواجه الموزمبيق في ذهاب تصفيات كأس إفريقيا، ما هي توقعاتك لهذه المباراة؟ أثناء وجودي في المغرب أسمع عن غياب بعض اللاعبين عن المنتخب، لكن الأهم الآن هو التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 وهو موعد قريب جدا، على المدرب أن يتعامل مع مباراة الموزمبيق بجدية، أن يحول عناصره إلى كوماندو من أجل انتزاع التعادل على الأقل، رغم أن المغرب قادر بلاعبيه على الانتصار، فالنجوم لا تعوز الفريق الوطني ما ينقصنا هو الانسجام والتواصل، لا يجب التفريط في لاعبي الخبرة والتجربة فمثل هذه المباريات تحتاج إلى تحضير ميداني ونفسي أيضا، خاصة وأن التواصل شبه مفتقد، لكن لا يجب الحكم على مستوى المنتخب من خلال مباراته الودية الأخيرة، فالمباريات الاستعدادية وجدت لتصحيح الأخطاء وليس للانتصارات، أنا مع المنتخب بكل قلبي لأن الأهم الآن هو التأهيل. - هل تعتقد أن راتب غيريتس هو أول عائق في مشواره مع الكرة المغربية؟ أنا لست مع منتقدي غيريتس بسبب راتبه، فالراتب مسألة شخصية والعقد موقع من طرفين وليس طرفا واحدا، في أوربا والخليج العربي يتقاضى المدربون واللاعبون رواتب عالية، لا أحد يحاسبهم على ما يتقاضون من مال بل يحاسبون على الأهداف المسطرة في العقد، فإذا تحققت يمكن الاستمرار وإذا عجز عن تحقيقها يفسخ التعاقد، نحن نتحدث عن الراتب أكثر من الاختلالات الأخرى والأجر مسألة شخصية في نظري. - هل تتابع الآن مباريات الأندية المغربية مادمت في إجازة بالمغرب؟ أتابع كلما سمحت الظروف بعض المباريات، شاهدت مباراة الرجاء وبرشلونة والتي انتهت بهزيمة قاسية للرجاويين، أظن أن توقيت المواجهة لم يكن مدروسا من طرف المغاربة، فاللعب في رمضان أمام برشلونة مغامرة غير محمودة العواقب، خاصة وأن الرجاء في بداية تحضيراته وهو الذي استقدم عناصر كثيرة تحتاج للمزيد من الوقت لتحقق الانسجام فيما بينها. - دخلت الكرة المغربية مرحلة الاحتراف، هل تعتقد أنها مؤهلة للانتقال من الهواية إلى الاحتراف؟ الاحتراف في نظري يجب أن يبدأ من تأهيل العقليات قبل البنيات التحتية، فالمسير يجب أن يتعامل باحترافية واللاعب والمدرب والجمهور والصحافة والحكام وكل مكونات الكرة، لأن ما ألمسه أحيانا لا يمت للاحتراف بصلة، وحين نبني عقليات محترفة يسهل علينا وضع القوانين والهياكل والمنافسات بشكل احترافي، أظن أنه تلزمنا سنوات لبناء احتراف حقيقي على أسس صلبة. - هل مازلت علاقتك مع زملاء الأمس خرجة حجي الشماخ والزاكي قائمة، أم أنها انقطعت وضاعت في زحمة الانشغالات؟ أتصل هاتفيا بين الفينة والأخرى بخرجة وحجي نتحدث عن أحوالنا عن المنتخب المغربي عن الماضي والحاضر والمستقبل، لكن الاتصالات المباشرة غير متيسرة في الظروف الراهنة فلكل منا انشغالاته، أما الزاكي فمنذ مدة طويلة لم يحدث الاتصال بيننا تابعته حين كان محلللا لفترة في قناة الجزيرة الرياضية، لكنني أكن له كل التقدير والاحترام، فلا يمكن أن نتحدث عن ذكريات المنتخب المغربي دون الحديث عن دور الزاكي الذي ساهم في خلق منتخب قوي كشف عن وجهه الحقيقي في نهائيات كأس إفريقيا بتونس، حين ظهر جيل الشماخ وخرجة وحجي والزايري وموحى وغيرهم من اللاعبين الذين ساهموا في إنجازات الكرة المغربية، إن أجمل ذكرياتي في كأس إفريقيا بتونس وما تلاها من استقبال ملكي ومباراة تاريخية أمام المنتخب الأرجنتيني حين كان المغاربة يحتضنون المنتخب. - كلمة أخيرة؟ أتمنى أن يتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، لأننا نملك العناصر القادرة على التأهيل شريطة تحقيق الحد الأدنى من الانسجام والتواصل، وأتمنى أن تكون صورتنا في كأس إفريقيا المقبلة أفضل مما تحقق في الغابون.