مازال سكان إميضر، التي تبعد عن تنغير بحوالي 30 كيلومترا، يعتصمون فوق جبل ألبان بالرغم من فتح حوار مع شركة المعادن وصفته مصادر من المنطقة بالإيجابي. وقد صلى المعتصمون برفقة مجموعة من سكان الدواوير الذين تضامنوا معهم صلاة عيد الفطر فوق الجبل الذي يضم صهريجا من الماء يزود الشركة بحاجياتها من الفضة، بحيث شيدوا خياما وبيوتا من طين. وقد توافدت على جبل ألبان، بحسب مصادر من المنطقة، مجموعات من ساكنة الدواوير المجاورة لمساندة المعتصمين في اعتصامهم الذي خاضوه منذ غشت من السنة الماضية. وسخر السكان للالتحاق بالمعتصمين سيارات وشاحنات لنقل المصلين الذين وصل عددهم إلى 5000 مصل فوق هذا الجبل، وقد جاءت هذه المبادرة التي قام بها سكان إميضر لمساندة إخوانهم ومشاركتهم فرحة العيد على الرغم من الاعتقال الذي طال بعض المعتصمين. وبحسب أحد سكان المنطقة، فإن حوارا كان قد فتح مع المحتجين والشركة وصفه بالإيجابي، بوساطة من عامل إقليم تنغير، الذي، يضيف، نجح في بث الارتياح في نفوس المعتصمين بعدما تم تعيينه مؤخرا عاملا على الإقليم. وأَضاف المتحدث أن العامل الجديد وعد السكان بالاستجابة لمطالبهم وحل مشاكلهم بمناقشة المشاكل والملفات المطروحة، والتي على رأسها توفير النقل المدرسي مجانا لأبناء ساكنة الجماعة من وإلى تنغير، وتأهيل المؤسسات التعليمية وتجهيزها بالوسائل التعليمية وبناء مكتبة بالثانوية الإعدادية، وإحداث قاعة الإعلاميات بجميع المدارس، ودمج أطفال المنطقة في البرنامج السنوي للتخييم، الذي كانت توفره في السنوات الماضية شركة المعادن فقط لأبناء العمال والمستخدمين، مع الالتزام السنوي بتوفير منحة جامعية لطلبة التعليم الجامعي المنحدرين من إميضر وتشجيع المتفوقين. وهي المطالب التي تنضاف إلى مطالب أخرى خاض من أجلها السكان احتجاجاتهم من أجل التشغيل ومحاربة البطالة وتمكين أبناء جماعة إميضر من نسبة 20 في المائة من المناصب المستقبلية للشركة. من جهتها، وعدت الشركة السكان المعتصمين باعتماد السومة الكرائية المعمول بها وطنيا على مستوى المساحة التي تستغلها في محيط المنجم، لتمكين المجلس الجماعي من هذه المداخيل كما ينص على ذلك للقانون . وكان سكان الجماعة القروية إميضر قد خرجوا بداية شهر غشت من السنة الماضية للاحتجاج على إقصاء أبنائهم من العمل بالشركة، مما عجل بارتفاع وتيرة التذمر لديهم وتطور ذلك إلى دخولهم في اعتصام فوق جبل ألبان المقابل لمعامل الشركة حيث عرقلوا حركة السير في اتجاه الشركة. كما أن الاحتجاجات التي خاضتها الساكنة قوبلت بتدخل أمني من قبل القوات العمومية وباعتقالات في صفوف مجموعة من المعتصمين المنتمين لحركة «على درب 96» التي تؤطر الاعتصام، فضلا عن أن السلطات المحلية تدخلت وحاولت أكثر من مرة فتح باب الحوار بين الطرفين إلا أنه في كل مرة يتعثر لأن مطالب المحتجين اعتبرت «تعجيزية» في الوقت التي اعتبرها السكان معقولة ومنطقية.