رسم تقرير صادر عن خمسة طلاب يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي، صورة قاتمة عن الوضع في السجن المحلي عين قادوس بمدينة فاس. وطبقا للتقرير، فإن السجناء يعانون من قلة الماء البارد في أجواء الحرارة المفرطة خلال فصل الصيف، إذ يضم الحي الجديد، وهو من أجنحة السجن، أزيد من 100 معتقل يستفيدون من ثلاجة واحدة، أما الحي الجنائي فإن ثلاجة واحدة هي التي تبرد الماء لأكثر من 300 معتقل، وهو ما يسود في باقي أجنحة السجن. وحسب التقرير نفسه، فإن «الأقوياء وذوي المال هم وحدهم من يستفيدون من هذه الثلاجات. وتثير الفسحة غضب السجناء، فالسجناء من أصحاب المال والجاه يصولون ويجولون في السجن كما يشاؤون، في حين أن أغلب السجناء لا يستفيدون من الفترة القانونية للفسحة. والسجن المحلي عين قادوس، بالنسبة إلى هؤلاء الطلبة الذين تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة بناء على مذكرات بحث صادرة في حقهم سابقا، يعد مصدر معاناة عدد من السجناء، كما يعد أيضا مورد ربح واغتناء بالنسبة للإدارة وأعوانها، ما يزيل عنه طابع مؤسسة لإعادة الإدماج، في نظر هؤلاء الطلبة الذين يتهمون بتزعم احتجاجات للطلبة انتهت بمواجهات مع القوات العمومية. وذكر التقرير بأن سجناء الحق العام في هذا السجن يُقدمون على جرح أجسادهم بطرق بشعة كشكل من أشكال الاحتجاج على ما يتعرضون له من اعتداءات يومية. وتعج جل زنازين السجن بمختلف أنواع الحشرات من بق وقمل، وتعرف حالة من الاكتظاظ، «حيث يتكدس بها سجناء يفوق عددهم بعدة أضعاف الطاقة الاستيعابية». فالغرفة التي تحمل رقم 7 بالحي الجنحي يوجد بها ما يقرب من 90 سجينا، ومساحتها لا تتجاوز 24 مترا مربعا. وتوجد بالسجن زنزانة أخرى يوجد بها أحد الطلاب المعتقلين، وتضم أزيد من 50 سجينا. ويعاني السجناء من ارتفاع نسبة الرطوبة، ما يؤدي إلى نمو وتكاثر الحشرات والجراثيم الضارة وتفشي الأمراض الخطيرة، منها الجربة والربو والسل. وتفتقر المصحة الصغيرة بالسجن لأبسط التجهيزات الطبية. وتعج يوميا بأعداد كبيرة من المرضى تزداد معاناتهم أمام تفشي ظاهرة الرشوة والزبونية للاستفادة من التطبيب، يورد التقرير الذي يتحدث أيضا عن تفشي المخدرات في أوساط المعتقلين بشكل مهول، تحت أعين موظفين متهمين بالتورط في شبكات للتوزيع والبيع. أما أماكن النوم فيتم توزيعها حسب الأثمان ولغة المال والجاه. «من يدفع أكثر يأخذ مكانا مريحا، ومن يدفع أقل يأخذ مكانا أقل راحة وهكذا دواليك، ومن ليس لديه لا مال ولا جاه يعيش حياة الذل والمهانة، ويأخذ شبره في مكان يسمى «لاكار» أو أمام المرحاض حيث الروائح الكريهة». واتهم تقرير الطلبة المعتقلين (محمد صلاح، وعبد الوهاب الرمادي، وعبد النبي شعول، وطارق بوراس، ومحمد آيت الرايس)، مسؤولا بهذه المؤسسة بالاعتداء على الطالب طارق بوراس خلال أول يوم من الإضراب عن الطعام، وقالوا إن هذا المسؤول أصدر تعليمات بمنع المعتقلين من الخروج من الأحياء التي يوجدون بها ل»الحيلولة دون التواصل فيما بيننا وتكثيف الرقابة والحصار». وخلال اليوم الخامس من الإضراب أصيب الطالب عبد الوهاب الرمادي بآلام حادة على مستوى الظهر والرجلين حرمته من النوم لثلاثة أيام، وفي ليلة الخميس 2 غشت الجاري، أغمي على الطالب عبد النبي شعول، دون أن تعيره إدارة السجن أي اهتمام، حسب ما جاء في التقرير نفسه.