أقدم شخص، ظهر أول أمس الثلاثاء، على محاولة انتحار بالقرب من القصر الملكي بسيدي ميمون بمراكش. فقد قام احماد رشدي، مالك «كراج» أمام الإقامة الملكية، بربط عنقه بحبل رفقة بعض أفراد أسرته بعد أن صعد إلى أعلى سور المحل، ونصب صورا ورسائل توضح سبب إقدامه على هذا العمل. وقد ظهر مالك المحل المحاذي للإقامة الملكية يحمل قنينة، رجح أنها تحتوي على البنزين، وصورا للملك محمد السادس، قبل أن يبدأ في الصراخ بأعلى صوته «عاش الملك محمد السادس»، ليضيف قائلا: «شهدوا الناس آشغادي يوقع جراء الظلم الذي تعرضت له أنا غادي نموت على ديالي»، وسط اندهاش المارة في وقت الذروة والحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة الحمراء منذ بداية الأسبوع الجاري. لم تمر سوى دقائق قليلة حتى حلت مختلف المصالح الأمنية، ونائب والي أمن مراكش، ورئيس الشرطة القضائية بمكان الحادث، ليقوموا بتطويق المكان، والدخول في حوار مع احماد، الذي لم يعر، في بداية الأمر، كلام المسؤولين الأمنيين، قبل أن يتدخل أحد أشقائه ويبدأ في الأخذ والرد مع المسؤولين اهتماما، بعد أن سلمهم أوراقا تضم شكايات وجهت إلى والي جهة مراكش تانسيفت الحوز السابق محمد امهيدية، والحالي محمد فوزي، والديوان الملكي دون جدوى. سبب محاولة احماد الانتحار من فوق سطح محله المجاور للإقامة الملكية يعود إلى أنه اقتنى محلا تبلغ مساحته 394 مترا سنة 2001، بعد أن قرر تشييد قيسارية لبيع الذهب، وطال انتظاره للحصول على رخصة الهدم والبناء، قبل أن يتسلم رسالة تؤكد عدم تسليمه للرخصة المطلوبة لكون الملك مجاورا للإقامة الملكية. وأوضح احماد رشدي أنه توجه صوب عدد من المؤسسات وطرق أبواب العديد من المسؤولين بدءا بالوالي السابق، الذي وعده بإيجاد حل لمشكله. وقد أقدم المستثمر على هذا العمل بعد أن ضاق ذرعا بالوعود التي تلقاها من عشرات المسؤولين، الذين طرق بابهم دون أن يجد لدى أي منهم حلا يرضيه، بالرغم من أن الوالي السابق اقترح عليه منحه بقعة أرضية، لكن مساحتها وموقعها جعلا احماد يرفض هذا العرض. وقد لجأ المسؤولون الأمنيون إلى فتح قناة للحوار مع شقيق المحتج لمدة دامت حوالي ساعتين، جمعت نائب والي أمن مراكش، ورئيس الشرطة القضائية، ورئيس دائرة جامع الفنا، قائد المنطقة، وبعض المسؤولين الأمنيين، أسفرت عن قبول احماد الجلوس مرة ثانية إلى مائدة الحوار من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين. ليتم إنزال المستثمر من فوق السطح من قبل عناصر تنتمي للوقاية المدنية.