شارك المؤرخ الفرنسي ألكسندر أدلر ، أول أمس الخميس، في المؤتمر الاقتصادي الأول الذي نظمه بنك «التجاري وفا بنك» في موضوع الأزمة المالية العالمية. على هامش هذا اللقاء، التقته «المساء» في دردشة سريعة كشف فيها مواقفه من بعض القضايا التي تحرك النقاش الإقليمي والعالمي. - تحدثت في معرض أجوبتك عن بعض الأسئلة حول الأزمة المالية العالمية وأمريكا. ماذا تقصد بقولك إن أمريكا تعيش اليوم حالة تراجع أو انحطاط؟ هل هو بداية لانحطاط حضاري أم مجرد تراجع في الأداء المالي؟. < لا، لا أعني أن هنالك تراجعا حضاريا، بل ما أقصده أن هنالك تراجعا كبيرا على مستوى بورصة وول ستريت، لكن هذا لا يمنع من القول إن أمريكا أبانت عن دينامية كبيرة خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. وأعتقد أن أمريكا مازالت تشكل قوة صناعية كبيرة، إلا أن الرغبة في إعادة تصنيع الولاياتالمتحدة من خلال وقف تفويض الصناعات ونقلها خارج أمريكا والتقليص من مكان التجارة العالمية هي إجراءات سيكون لها أثر حمائي. لكن أن نقول إن هنالك نوعا من الانهيار بدأت بوادره تلوح في أمريكا، فإنني لا أعتقد ذلك. - ألا تخشون في فرنسا من انتقال العدوى إليكم على خلفية ما يعيشه البلد من مزيج إثني ديني وعرقي واحتجاجات ضد السلوكات العنصرية؟ ألا تخافون من التغيير في فرنسا كما حدث في أمريكا؟ < لا أعتقد ذلك البتة؛ فلو كان لنا مرشح للرئاسة من أصول مغاربية أو أسود، وفي مثل المستوى الجيد الذي يتمتع به أوباما، لخصص له الفرنسيون استقبالا جيدا يليق به؛ لكن مثل هذا المسلسل الانتخابي غير موجود في فرنسا. غير أنه آت لا محالة. فأنا متأكد من أن أحفادنا سيعيشون مسلسلا كهذا في المستقبل. - ما تعليقك على مشروع الاتحاد المتوسطي الذي يتبناه الرئيس ساركوزي؟ هل تعتقدون في جدواه. هل له من مبرر؟ < شخصيا لا أتوقع منه الشيء الكثير. أعتقد أنه مجرد صيغة سياسية جديدة، الهدف منها إعادة إطلاق الحوار بين المغرب العربي وأوربا قبل أن يلصقوا به المشكل التركي ومشكل الشرق الأوسط. أعتقد أنهم حملوا المشروع ما لا يطيق. إذن، مؤكد أن المشروع لن ينجح. لكن هذا لا يعني التراجع النهائي عن القيام بشيء ما في اتجاه المغرب العربي وبقية المناطق الإقليمية الأخرى من قبيل تركيا، سوريا،... - ما هو انطباعك حول الرفض الذي قوبل به النداء السياسي الأخير الذي وجهه المغرب إلى الجزائر حول فتح الحدود وقضية الصحراء؟ < أنا مع تلك المبادرة التي أقدم عليها المغرب. إنها، تماما، السياسة التي ينبغي القيام بها في هذا الوضع. وبديهي أن هذه السياسة لن تؤتي أُكلها الآن، بل تدريجيا في المستقبل. فالجزائريون لن يردوا بالإيجاب على المبادرة المغربية في الحال. لكن أعتقد أن الوقت مناسب لمثل هذه السياسة. فالجزائر فقدت الكثير من وزنها في الفترة الأخيرة بسبب تراجع أسعار البترول. - أي موقع سيكون لإسرائيل في السياسة الخارجية الأمريكية في ظل حكم أوباما؟ هل تتوقعون جديدا في الموضوع؟ < إسرائيل، الآن، منخرطة في مسلسل انتخابي سيكون مهما للغاية اعتبارا لأن هنالك جبهتين، الواحدة تواجه الأخرى منذ مدة. ولا يمكن أن أجيب عن سؤالك طالما مازالت الحكومة المنتظرة لم تتشكل بعد.