أخلى منكوبو فيضانات أولاد دحو (ضواحي ايت ملول) الخميس الماضي، معتصمهم أمام مقر جماعة أولاد دحو، بعد أزيد من سنتين من الاعتصام المفتوح الذي خاضه الضحايا. فقد وافق المعتصمون، أخيرا، على فك معتصمهم، بعد مبادرة عامل الإقليم الجديد، عبد الحميد الشنوري، الذي وضع منذ مجيئه على رأس الإقليم، ملف ضحايا أولاد دحو على صدارة أولويات انشغالاته، حيث بادر إلى استدعاء ممثلي المعتصمين والاستماع إلى مشاكلهم، تبعتها اجتماعات متتالية مع ممثل السلطة المحلية بالمنطقة، والتي أفضت إلى اتفاق أخلاقي، يقضي بفك الاعتصام ومغادرة مقر الجماعة، مقابل استفادتهم من بعض المساعدات الغذائية تزامنا مع شهر رمضان، إلى جانب مبلغ مالي قدره 4000 درهم لكل فرد من ضحايا الفيضانات البالغ عددهم نحو 40 منكوبا، ساهم في دفعها مجموعة من المحسنين من رجال أعمال وفلاحين كبار بالمنطقة، بتنسيق مع قائد المنطقة. وأضافت مصادرنا في هذا الصدد، أن المعتصمين حلوا تباعا بمقر قيادة التمسية طيلة يوم أمس، حيث توصلوا بالمبالغ المتفق عليها والمساعدات الرمضانية، كما أكدوا على مطالبهم القائمة بضرورة إيلاء ملفهم المطلبي المرتبط بالمساهمة في إعادة إسكانهم من جديد، العناية الكاملة، من خلال تتبع ملفاتهم لدى الجهات المعنية، قصد تنفيذ الوعود السابقة التي التزمت بها وزارة الإسكان وبعض المجالس المنتخبة الأخرى، والمتمثلة في تزويدهم بمواد البناء الكافية قصد إعادة بناء منازلهم المنهارة خلال فيضانات سنتي 2009 و2010، فوق مساحة أرضية لا تقل عن 64 مترا مربعا. ويرى متتبعون للشأن المحلي في هذا الإطار أن فض اعتصام منكوبي فيضانات أولاد داحو، يعد بمثابة خطوة إيجابية قام بها عامل الإقليم الجديد لإنهاء مأساة العشرات من الأسر التي ظلت تبيت داخل خيام منصوبة بمحيط الجماعة، في ظروف مزرية تفتقد لأدنى ضروريات الحياة، في وقت فشلت فيه كل مبادرات العمال المتعاقبين في إنهاء محنة المعتصمين، كما سحبت هاته المبادرة أيضا البساط من بعض الجهات التي كانت تستغل المشكل القائم من أجل تلميع صورتها وخدمة أجندة خفية.