نظم العشرات من ساكنة الدشيرة الجهادية وقفة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية لمعمل متخصص في صنع الصناديق الخشبية، للتنديد بالتلوث الذي يُحدثه المعمل في محيطه جراء الأدخنة المتصاعدة، والتي أثّرت سلبا على الصحة العامة في الأحياء المجاورة له. كما استنكرت التنسيقية التي أطّرت الوقفة الأخطار المحدقة بالساكنة بعد حادث الحريق الذي شبّ في أحد المخازن التابعة للشركة، والذي أحدث حالة من الهلع والخوف، واضطرت معه الساكنة المجاورة إلى مغادرة منازلهم، بعد أن امتدت ألسنة النيران بشكل غير مسبوق، حيث اضطرت مصالح الإطفاء إلى مضاعفة مجهوداتها وطلب تعزيزات من أجل السيطرة عليه. ويبدي السكان تخوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة بعد أن أقدمت إدارة الشركة على نقل ما تبقى من مخزونها إلى مكان مجاور للتجمعات السكنية، إذ أصبح جد قريب من المنازل، وهو ما بات يُشكّل خطرا على الساكنة في حالة تكرار أي حادث مماثل. وقد رفع السكان المحتجون شعارات تطالب ب«رحيل» المعمل ونقله إلى المنطقة الصناعية، بعيدا عن التجمعات السكنية، خاصة بعد أن بدأت تظهر أعراض أمراض الجهاز التنفسي وبعض مؤشرات الحساسية في صفوف الساكنة المجاورة. وتعتزم التنسيقية المحلية لمحاربة التلوث في الدشيرة الجهادية مضاعفة نضالاتها والتصعيد من أجل الضغط في اتجاه نقل المعمل. كما تعتزم التنسيقية التصدي لمجموعة من المهن الملوثة التي انتشرت في عدد من أحياء مدينة الدشيرة الجهادية، والتي احتلت أماكن حيوية في مجموعة من الأحياء الآهِلة بالسكان، خاصة محلات صباغة السيارات والحدادة ومحلات غسل السيارات، فضلا على «الشوايات». كما استنكرت التنسيقية التعامل المزدوج للسلطات المحلية ومصالح المجلس البلدي للدشيرة الجهادية مع مجموعة من أصحاب المهن الملوثة، ففي الوقت التي «تتغاضى» عن البعض، بمبرر عدم وجود شكايات للمواطنين، تقوم بإرسال لجن لتحديد الأضرار بالنسبة إلى محلات أخرى، وهو ما حذا بالتنسيقية وببعض الجمعيات المهتمة إلى مراسلة المصالح المختصة بهذا الشأن من أجل إعادة النظر في الرخص المُسلَّمة لأصحاب هذه المحلات المتواجدة في الأحياء السكنية، والتي أصبح بعضها يشكّل خطرا حقيقيا على الصحة العامة وحركة المرور في مجموعة من الأزقة والشوارع.