كانت الحكاية، إضافة إلى كونها وسيلة للترفيه والتسلية، وغمر المتخيل الطفولي بالرغبات التي تتحقق بسهولة، وسيلة للتربية والتنشئة الاجتماعية للفرد والمجتمع. ماذا لو كانت قِدر المطبخ في الماضي تأتي على بعض الطعام، خاصة اللحم؟.. وصدّقنا ذلك فعلا، لا شك أن طنجرة الضغط الحالية ستقوم بأكثر من ذلك، ربما كانت القدر تشفق لحال المرأة الغارقة في مشاق المطبخ، والتي لا تحظى بنصيبها من كل الطعام فتحتفظ لها ببعض ما تشتهيه... الحكاية كان حتى كان، فيما مضى من الزمان، حتى كان الحبق والسوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة والسلام.. هذا واحد الراجل كيمشي كل سوق وكيشري واحد الخديمة، واحد المْرّة جا واحد الراجل وهو يسولو قال ليهْ: «كيفاش أنت كتشري كل سوق خديمة؟» قاليه: «أودي عندي واحد المرا إيلا هاذ الخديمة طيبات فيها هاذ السوق السوق لاخر كيتنقص اللحم، وكتقول راه الخديمة كتاكل اللحم».. قال ليه: «أودي خصنا نشوفو الحكاية ديال هاد المرا». مشات أيام وجات إيام، جا هذاك السيد قال ليه: -«أنا غندير براسي اعمى وغاذي نريح حداها».. جا هذاك السيد لفم الباب دق عليه: -«ضيف الله» قال ليه: «مرحبا بضيف الله».. دخّلوا لحداها، هي كاتطيب اللحم في هديك الخديمة، مرة ومرة ذاك القطب كاتشدو وكاتقربو من عينيه، كاتشوفو واش كايشوف، هو قال ليها المرة الأولى راه اعمى، كتقربو ليه حدا عينيه ما كا يتململش، كاتشد اللحم وكاتاكلو وولدها كيبكي حداها، وهو يقول ليها ذاك الراجل: -«مال هاذ الولد كايبكي آلالا؟».. قالت ليه: -«آمن عليّ ونقول ليك، هذا ولدي مولف واحد الطريقة خايبة يلا جاو عندنا الضيافين تيقول ليهم بغيت وذنيكوم، ودابا آسيدي عْطيني واحد الوذن من وذنيك نعطيها لولدي ياكلها باش يسكت من البكا».. ناض السيد هز بلغتو وهو يهرب، جا راجلها قال ليها: -«فين السيد؟».. قالت ليه: «راه هز الدجاجات وهرب» نصل بلغتو وتبعو كايجري، قال ليه: -«أسيدي عْطينا غير واحدة، الدري راه بقى كيبكي لينا». قال ليه: «لا قبضتيني خوذهم بجوجهوم».. دازت إيام وجات إيام وهو يتلاقى مع ذاك الراجل في السوق، وهو يقول ليه: -«كيفاش أودي ديتي ليا الدجاجات وخليتي ليا ولدي كايبكي؟» قال ليه: «أودي راه مراتك ها فيها وها فيها، راه شدّات قطيب وكتقربو ليا من عينيا حتى يبغي يعورني، وراه هي اللي كتاكل اللحم، وراه ماشي الخديمة اللي كاتاكل اللحم».. ومشات حجايتي من واد لواد وبقيت أنا مع ولاد لجواد.
المصدر : الدكتور محمد فخرالدين -كتاب موسوعة الحكاية الشعبية -الحكاية 37.