هم مهاجرون مغاربة في ألمانيا تصدروا الصفحات الأولى في الجرائد الألمانية، بعدما أحدثوا ضجة إعلامية وسط المجتمع الألماني، منهم من نجحوا في مجالات مختلفة، سياسيا واقتصاديا ورياضيا، ومنهم تسببوا لألمانيا في أزمات، دفعت الرأي العام الألماني إلى متابعة أخبارهم عبر وسائل الإعلام. ناريما نموذج نادر لشابة تتحدر من أصل مغربي استطاعت أن تفرض نفسَها في المجتمع الألماني. لم تجد ناريما في أنوثتها أو انتمائها الديني والثقافي حائلا يمنعها من الالتحاق بالجيش الألماني. ساعدت مشاركة ناريما ضمن مهام للجيش في دول يدين أهلها بالإسلام هذه الشابة المغربية على كسب ثقة مواطني بلدان كأفغانستان.. وقد دفع التحاق ناريما بالجيش الألماني صحافيين ألمانا الى البحث في سيرتها الذاتية.. وُلِدت هذه الشابة المغربية في ولاية سكسونيا السفلى من أبوين مغربيين قدِما، في مستهل ستينيات القرن الماضي، للعمل في ألمانيا. وحسب تقرير إعلامي ألماني، تتحدث هذه الشابة المغربية إضافة إلى الألمانية، خمسَ لغات أخرى، وهي الفرنسية، العربية، التركية، الإسبانية والانجليزية.. وتعلمت لغة «لداري»، إحدى اللغات السائدة تداوليا في أفغانستان، وخصوصا في شمال البلاد، كما هو الحال في مدينة قندوز، حيث ساعدت هذه اللغة الشابة المغربية في مهمتها وسط الوحدات العسكرية الألمانية.. وقد كانت هذه المدينة محطة عمل بالنسبة إلى ناريما، التي شاركت فيها ضمن السرية العسكرية الألمانية التي تنتمي إليها، ومنذ التحاق هذه الشابة المغربية بالجيش الألماني، شاركت في ثلاث مهمات خارجية، وكانت مهمتها في أفغانستان الرابعة. تعد ناريما المغربية استثناء في هذه الحالة، فالجنود المسلمون في الجيش الألماني قليلون للغاية، وهي تمتلك مزايا أخرى يمكن أن تعتبر، بدورها، استثنائية، فهذه المرأة الشابة، التي تبلغ من العمر ثلاثين سنة، تحمل جنسية مزدوجة وتملك خلفية ثقافية تتميز بالتعددية، وهذه الميزة مهمة للغاية، وهي مطلوبة عندما يتعلق الأمر بنجاح وتأمين المهمات التي يؤديها الجيش الألماني في الخارج. اعتبر التقرير الإعلامي أنه رغم جذور ناريما، المغربية، بعيدة بعض الشئ عن أفغانستان، فإن هناك قاسما مشتركا يجمعها بهذا الشعب، لأنها تدين بالإسلام، شأنها في ذلك شأن غالبية الشعب الأفغاني، وهي ترى أنها وظفت قدراتها المرتبطة بجذورها الثقافية والدينية، إذ إن التعامل مع الناس هناك، بشكل عام، والنساء بشكل خاص، كان أمرا يسيرا بالنسبة إليها، وكما تقول في حديث لوسائل الإعلام، فإن السبب يرجع إلى أن الأبواب فُتِحت في وجهها بمجرد ما علم سكان المدينة أنها مسلمة، لكنها تستدرك أن هذا كان سيحدث، بغضّ النظر عن الدين، فالترحيب بالضيوف الغرباء هو ضمن التقاليد السائدة هناك.. وتوجد الشابة المغربية ضمن عدد قليل من المسلمين في الجيش الألماني، ويقدر عددهم بحوالي 1000 شخص في الوقت الراهن، ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة في هذا الصدد، لكن يتوقع أن يشهد عدد المسلمين وعدد الجنود الإناث داخل مؤسسة الجيش الألماني ارتفاعا في المستقبل، نظرا إلى التحول الديموغرافي الذي تشهده ألمانيا. وكشف التقرير أنه عندما يطرح سؤال حول الزى الرسمي في حال التحقت بالجيش امرأة ترتدي الحجاب، اعتبرت ناريما أنّ هذا لا يمثل إشكالية على الإطلاق، وإذا طلب منها قائدها ارتداء غطاء الرأس لسبب يحقق المصلحة التكتيكية والعسكرية، فهي لن تمانع في ذلك. وبالنسبة إلى هذه الشابة المغربية، فإن الواجبات الدينية لا تتعارض مع لوائح الخدمة العسكرية، ففي الكثير من المطاعم الملحقة بالجيش، هناك وجبات لا يدخل لحم الخنزير في مكوناتها، وهناك كذلك مساحة مخصصة لأداء الصلوات.. لكنْ، كما توضح ناريما، فإن الأمر قد يكون صعبا بشكل خاص إذا ما تزامن شهر رمضان مع فترة التدريبات الأساسية، التي تتطلب مجهودا جسمانيا كبيرا، غير أن الحظ حالفها كثيرا، إذ لم يتصادف شهر الصيام مع الفترة التي أجرت فيها التدريبات. ناريما المغربية هي نموج للعديد من الشبان المتحدرين من أصول عربية وإسلامية، الذين يتجاوز عددهم 1000 شخص، في الوقت الذي أصبح انتماء المهاجرين إلى سلك القوات الاتحادية الألمانية يشكل خطرا عليهم..