هو مهاجر من أصول مغربية، راودته، منذ صغره، فكرة الالتحاق بالجيش الألماني، حيث كان معجبا بالتداريب الرياضية العسكرية، إلى أن صار يرتدي زيا للجيش الألماني واندمج داخل صفوف الوحدات العسكرية للقوات الاتحادية الألمانية. تحدثت وسائل إعلام ألمانية عن المحرازي بعد التحاقه، حيث ذكرت أن هذا الشاب المغربي ولد في العاصمة الألمانية برلين من أب مغربي وأم جزائرية، وبدأت مغامرته في سلك الجيش الاتحادي الألماني في صيف 2006، عندما شارك في مباراة للالتحاق بالقوات الاتحادية الألمانية وحصل على نقط جيدة، أهّلته للفوز في الامتحان وارتداء البذلة العسكرية الألمانية.. قالت مجلة "دي تزايت"، الألمانية العريقة، إن سفيان بدأ يتأقلم مع روتين الخدمة العسكرية داخل ثكنة عسكرية في العاصمة الاتحادية برلين، واختير مسؤولا عن نظام المطبخ في الثكنة، إذ نشأ هذا الشاب المغربي في حي يقطنه الأجانب، وهناك نسج معظم علاقاته الاجتماعية وصداقاته. وقال سفيان، في تصريح لصحفية ألمانية، رافقته في "البورتري" الذي أنجَز عنه، إن ثكنة الجيش كانت أول مكان يلتقي فيه بشبابا من فئات اجتماعية متباينة تماما، لم يسبق لبعضهم أن التقوا شخصا مسلما.. وهناك فقط بدأ يدرك أنه ينتمي إلى أقلية مسلمة.. ونشرت مجلة "دي تزايت"، الألمانية، أن مسار سفيان في الجندية الألمانية بدأ فعليا مع حلول شهر رمضان، ورغم القوانين المتشددة للجيش الاتحادي الألماني، فقد وجد الشاب ذو الأصول المغربية -الجزائرية الظروف مناسبة لترتيب أجندته الرمضانية، عبر تناول وجبتي الإفطار والسحور واختيار نوعية الأكل التي تناسب معتقده الديني، كاستبعاد لحم الخنزير من وجباته، وتفضيله، في المقابل، مشتقات الحليب والأرز والمعجّنات خلال هذه المرحلة. ولد مع سفيان حلم أن يكون ضابطَ جيش، ومنذ كان طفلا، كانت أمه تطمح في أن يرتدي البذلة العسكرية الألمانية، كي يتباهى أمام أقرانه.. وذكرت "دي تزايت" أن هذا الشاب، الذي ولد وعاش في ضاحية برلين المعروفة بوجود كثافة سكانية للمهاجرين، تلقى تعليمه في مدرسة ألمانية تدرّس، أيضا، اللغة الفرنسية، وفيها درس مع تلاميذ من أصول إفريقية، مما سهّل عليه الاحتكاك بثقافات أخرى ساعدته في الاندماج إلى جانب المُجنَّدين من بلدان خارج ألمانيا. راودت سفيانَ أفكارٌ كثيرة، وهو يقطع هذه الخطوة الهامة في حياته، وفق ما قال. ولا يقتصر الأمر على مشاعر الخوف من الصرامة والقسوة التي يمكن أن يواجهها في التدريبات وعلى نمط الحياة داخل أي مؤسسة عسكرية، بل كانت لديه هواجس تلاحق أي شاب مسلم ينضمّ إلى جيش دولة غربية في مثل هذا الزمن بالذات. ويعتبر المحرازي، حسب وسائل الإعلام، من الشباب الذين يتجاوز عددهم 1000 شخص من الألمان المسلمين المُجنَّدين في صفوف الجيش الألماني، حسب المعطيات المتوفرة، والذين ارتقى بعضُهم إلى درجة "ضابط"، وهم ما يزالوا يحافظون على ديانتهم الإسلامية ويخضعون لسلطة وزير الدفاع الألماني.. تتابع "دي تزايت" أن أمثال سفيان كثيرون في صفوف الجيش الألماني، من أبناء المهاجرين الوافدين من بلدان مختلفة، وخصوصا من بلدان العالم الثالث، والذين حصلوا على الجنسية الألمانية، ويعتبر ذلك، في منظور الألمان، مظهرا لاندماج أجيال المهاجرين، ويتوقع أن ترتفع نسبتهم في السنوات المقبلة في صفوف الجيش الألماني، على حد تعبير المجلة الألمانية. وتثير بعض الصحف الألمانية مسألة تزايد أعداد المسلمين داخل الجيش الألماني، وهو ما يضفي على هذا الموضوع حساسية خاصة، بالنظر إلى الجدل الذي يحيط به في غالب الأحيان، خاصة على مستوى وضع المسلمين في خضمّ تنامي أحداث الإرهاب، ولاسيما بعد أحداث 11 شتنبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وما تلاه من محاكمات شبان من أصول مسلمة من قِبَل محاكم ألمانية. وكشف السيرة الذاتية التي نشرتها مجلة "دي تزايت" الألمانية، أن أسرة المحرازي تتكون من أب مغربي الأصل وأم جزائرية، حيث يتكلم جميع أفراد أسرته اللغة الألمانية واللهجة المغربية، وقد ألصق المحرازي على جدران قاعة الضيوف في منزله صورة ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وهو تعبير على ارتباطه بوطنه الأم.