الرباط مصطفى الحجري قالت مصادر مطلعة إن كميات من الكيروسين (وقود الطائرات) أصبحت تجد طريقها خارج إحدى القواعد الجوية حيث تباع لاستعمالها في إعداد مخدر شديد الخطورة. وكشفت المصادر ذاتها أن عددا من المدمنين الذين تدرجوا في استعمال المخدرات القوية من الكوكايين والهيروين أصبحوا يلجؤون إلى استعمال وقود الطائرات في إعداد مخدر شديد المفعول بعد خلط كميات من الكيروسين بمشروب غازي من نوع معين مع إضافة عقار إلى المزيج لتكون النتيجة عبارة عن سائل بني له مفعول قوي يتسبب في حالة شديدة من الهلوسة. وأكدت المصادر نفسها أن الآونة الأخيرة سجلت توافد عدد من الحالات على مراكز العلاج من الإدمان، والتي أثبت الفحص تناولها لهذا المزيج بحثا عن المزيد من النشوة، بعد التناوب على سلسلة من المخدرات، ومنها حالة مدمن ينتمي إلى عائلة ميسورة أشار إلى أنه اشترى كمية من الكيروسين وقام بتجريب هذا المزيج رفقة مجموعة من أصدقائه بعد مدة من إدمانه على الكوكايين، كما تساءلت ذات المصادر عن الجهة المستفيدة من تسريب وقود الطائرات خارج نطاق المجال المسموح به، والمحصور في المطارات المدنية والقواعد الجوية العسكرية. وفي اتصال هاتفي، أكد البروفيسور عبد الرزاق وناس، أستاذ بكلية الطب والصيدلة، أخصائي في الأمراض النفسية والعقلية، أن استعمال الكيروسين أصبح آخر صيحة في عالم المزائج المخدرة، مؤكدا توافد مجموعة من الحالات التي ثبت تعاطيها لهذا النوع معظمها ينتمي إلى مدن الرباطالدارالبيضاء وسلا. وقال وناس إن استعمال وقود الطائرات قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تصل إلى الوفاة نتيجة سمية المواد الكيماوية المستخدمة في تصنيعه، مضيفا أن عددا من المدمنين أصبحوا يتبادلون خبراتهم في صنع المخدرات الجديدة من خلال الأنترنت مستعينين بمعرفتهم العلمية في مجال الكيمياء، وهو ما يعقد، حسب وناس، مهمة العلاج في بعض الحالات نتيجة ضرورة فصل المكونات المستعملة وضرورة التعرف عليها قبل تحديد الوصفة العلاجية.