ما هو السياق الذي تأتي فيه زيارتك إلى المغرب اليوم؟ إن للمملكة المتحدة والمملكة المغربية علاقات سياسية طويلة ووثيقة. وأنا منذ أن أصبحت وزيرا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زرت المغرب ثلاث مرات كما كانت لي فرصة اللقاء بنظرائي المغاربة في لندن أيضا. يسرني جدا - على المستوى المهني والشخصي - أن أكون هنا مرة أخرى للحديث عن التعاون في شتى المجالات بين بلدينا وللحديث عن أشياء أخرى رائعة ستحدث في المملكة المتحدة هذا العام، وخاصة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، التي من المتوقع أن يشارك فيها ما يقارب 100 رياضي مغربي والعديد من المشجعين المغاربة. إننا نبذل كل الجهد الممكن لنجعل من الألعاب الأولمبية في لندن تجربة لن تنسى لجميع الذين سيشاركون فيها. - ما هو رأيك في الإصلاحات السياسية التي أجريت في المغرب مؤخرا؟ وكيف ترى مستقبل بلدان المغرب العربي في إطار التغيرات التي حدثت في المنطقة في الآونة الأخيرة؟ إننا نرحب كثيرا بعملية الإصلاح السياسي تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وخاصة الدستور الجديد، وتركيزه على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. آمل أن يواصل المغرب تنفيذ هذه الإصلاحات وتعزيز حقوق الإنسان والحريات السياسية على مدى السنوات القادمة لأن ذلك سيتيح له الفرصة ليصبح نموذجا للإصلاح في العالم العربي. إن المملكة المتحدة تقوم بدورها في دعم الإصلاحات في شمال أفريقيا من خلال برنامج الشراكة العربية الجديد. وقد قدمنا حتى الآن أكثر من مليون جنيه إسترليني لدعم مشاريع، بتعاون وثيق مع الحكومة المغربية والمجتمع المدني، للرفع من المشاركة السياسية ومحاربة الفساد. لقد كان للربيع العربي أثر كبير خلال السنتين اللتين أمضيتهما في منصبي وزيرا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد كان للربيع العربي في شمال إفريقيا اتجاه إيجابي للغاية، حيث إن الناس كسبوا حريات جديدة وحقوقا ديمقراطية. كما أن الروابط بين دول المغرب العربي قد تجددت وتعززت. إن التحدي المقبل لمنطقة المغرب العربي هو تحقيق تعاون اقتصادي أوثق لأن هذا من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد والأمن في دول المنطقة. كما من شأنه أن يجعل من هذه المنطقة وجهة أكثر جاذبية للاستثمار سيكون لها تأثير إيجابي على التجارة مع الاتحاد الأوروبي، حيث ستستمر المملكة المتحدة - باعتبارها مدافعة وبطلة متحمسة للتجارة الحرة – في الدفاع عن التجارة الحرة مع دول خارج الاتحاد الأوروبي. - كيف تنظر إلى مقترح الحكم الذاتي لتسوية قضية الصحراء؟ من الأهمية بمكان بالنسبة للمنطقة، وبالنسبة لمصلحة الناس في الصحراء، أن يتم إيجاد حل لهذه المشكلة. لكن التوصل إلى حل سلمي ودائم – وهو ما نريد أن نراه جميعا – يجب أن يتم الاتفاق عليه من قبل الطرفين في النزاع. نحن نعتقد أن أفضل وسيلة للوصول إلى مثل هذا الحل هي المشاركة البناءة والتعاونية في مسار الأممالمتحدة. الوزير البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا