حاصر مئات الآباء الغاضبين مقر الأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية بالرباط صباح أمس نتيجة ما وصفوه ب«خطأ قاتل» تسرب إلى نتائج الباكلوريا المعلنة من خلال الإنترنت. واحتج الآباء بشدة على ما اعتبروه تلاعبا بمصير أبنائهم بعد أن سجل خطأ في نتائج السنة الأولى من الباكلوريا، وهو ما قد يؤدي إلى التأثير على النتائج النهائية بشكل عام بعد أن تحولت بعض النقط من 15 إلى 1 على 20. وأمام تصاعد الاحتجاجات خرج أحد الموظفين، الذي قام بإخطار الحشود بأن الخطأ تتحمل مسؤوليته المصالح المركزية بالوزارة على أساس أن الأكاديمية أمدت الوزارة بالنتائج الصحيحة، فيما رد عليه أحد الآباء بأنه انتقل إلى الوزارة للتأكد من طبيعة ما يحدث فتم إخباره بأن الوزارة لا تتحمل المسؤولية، وأن النتائج التي عرضت على الإنترنت تم وضعها بناء على المعطيات المحصل عليها من الأكاديمية. وحضرت تعزيزات أمنية إلى مقر الأكاديمية فيما سادت حالة من الغضب الشديد في صفوف المحتجين، واستسلم عدد من التلاميذ لنوبات بكاء هستيري بعد أن صدموا بالنتائج وسط تخوفات من أن ينعكس هذا الخطأ على توقيت إعلان النتائج النهائية، وهو ما قد يحرم عددا من الطلبة من فرصة الالتحاق بالمعاهد العليا، علما أن المؤسسات التعليمية تقتصر في الوقت الحالي على كشف لائحة الناجحين والراسبين دون الكشف عن بيان النقط المحصل عليها. وعلمت «المساء» من مصادر متطابقة أن الخطأ كان على الصعيد الوطني ولم يقتصر على أكاديمية الرباط، و هو الأمر الذي جعل المشرفين على الموقع التابع لوزارة التربية الوطنية والمخصص لإعلان النتائج يسارعون إلى إغلاقه بشكل مؤقت في انتظار إصلاح الخطأ. كما ربطت «المساء» الاتصال بوزير التربية الوطنية محمد الوفا من أجل كشف طبيعة الخطأ ومدى صحة الخبر، غير أن هذا الأخير رد على السؤال بعصبية واضحة، وقال إن رقمه الهاتفي مخصص فقط «للحديث مع الدوائر العليا»، وأن لنا الحرية في كتابة ما نشاء، وطالب بعدم الاتصال به مجددا. إلى ذلك، راجت شائعات قوية على خلفية الخطأ الذي وقع في الموقع ترجح فرضية تسلل قراصنة «هاكرز» إلى الخدمة الالكترونية، رغم أن الوزارة أعلنت في وقت سابق بأن هذه الخدمة وضعت كجزء من الاستراتيجية الرئيسية لنظام المعلومات، وجاءت كنتيجة لشراكة مع شركة ميكروسوفت من أجل وضع فضاء آمن للتواصل رهن إشارة المجتمع التعليمي. من جهتها، تحدثت وزارة التربية الوطنية عن أن بيان النقط الذي توصل به المترشحون لامتحان الباكلوريا عبر البريد الإلكتروني «تعليم.ما» صباح أمس الثلاثاء تسرب إليه خطأ، بعد أن تم إدراج نقطة المعدل العام مكان المعدل الجهوي. لكن الوزارة حاولت طمأنة التلاميذ، في بلاغ أصدرته أمس، ب«أن ما ورد في البيان لم يؤثر على النتيجة المعلن عنها وأنه سيتم تسليم بيانات النقط الرسمية من طرف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى المترشحات والمترشحين». في سياق متصل، أعلنت الوزارة أن نسبة النجاح في امتحان الدورة الأولى من الباكالوريا بلغت 48,96 في المائة٬ فيما بلغت نسبة نجاح الأحرار 15,21 في المائة. وذكر بلاغ للوزارة أن مجموع الناجحين في هذه الامتحانات بلغ 163 ألفا و506 من عدد المرشحين البالغ عددهم 451 ألفا و953 مرشحا. وأضاف أن العدد الإجمالي للتلاميذ المسموح لهم باجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا٬ التي ستجرى من 10 إلى 12 يوليوز المقبل٬ يبلغ 164 ألفا و271 تلميذا.