أقدم رب أسرة في الأربعينات من العمر على الانتحار غرقا برمي نفسه، زوال أول أمس السبت، في بئر تتواجد بمنزل مقدم القبيلة بمركز جماعة «أملو» بإقليم سيدي إفني. وحسب مصادر من عين المكان، فإن المنتحر الذي ينحدر من دوار «إدهمو» بقبيلة «السماهرة» بجماعة تنكرفا، خلف وراءه ثلاث بنات، أكبرهن في الخامسة من العمر وأصغرهن في شهرها الثالث. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الضحية الذي كان يشتغل قيد حياته مياوما بالمنطقة، تناول لحظات قبل الانتحار وجبة الفطور مع بعض أفراد القبيلة، وبعد أن طلب منهم مدَّهُ ببعض السجائر أرشدوه للمحلات التجارية المتواجدة بمركز جماعة «تيوغزة»، التي تبعد عن مكان تواجده بحوالي عشر كيلومترات، لكنه خالف نصيحة أقرانه وتوجه مباشرة إلى منزل مقدم القبيلة، الكائن بمركز الجماعة، حيث تخطى سورا صغيرا بحديقة المنزل، وأزال الشباك الحديدي الموضوع على البئر، ورمى نفسه أمام أنظار ابن مقدم القبيلة، الذي هرع لإنقاذه وحاول منعه قبل السقوط، كما حاول إنقاذه بواسطة حبل موجود بعين المكان، لكن إصرار الضحية على الانتحار ورفضه التمسك بالحبل، حال دون إنقاذ حياته. وعزت المصادر أسباب الانتحار إلى الاضطرابات النفسية التي يعاني منها، وإلى الظروف العائلية التي وصفتها المصادر ب«القاسية». ومباشرة بعد الإبلاغ بالحادث، توافد إلى عين المكان قائد المنطقة وعدد من رجال الدرك الملكي والوقاية المدنية، وأشرفوا جميعهم على انتشال الجثة من البئر، التي يصل عمقها إلى 15 مترا، وذلك بعد حوالي نصف ساعة من البحث، ليتم نقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لسيدي إفني، فيما فتح الدرك الملكي تحقيقا في الحادث، واستمع لأقوال عدد من معارف الضحية وأقرانه بالمنطقة. وتعتبر الحالة الجديدة ثاني حالة انتحار تقع في ظرف شهر ونصف فقط بإقليم سيدي إفني، بعد أن أقدم شاب في الثلاثينات من العمر على وضع حد لحياته شنقا منتصف شهر ماي الماضي بدوار «إدمحند» بجماعة ميراللفت بإقليم سيدي إفني، بعد أن شنق نفسه بواسطة حبل علقه بسقف منزل العائلة القديم. وحسب الإفادات التي توصلت بها «المساء»، فإن المنتحر الذي استغل تواجد عائلته بمركز ميراللفت، ترك وراءه رسالة يبرئ فيها ذمة أي شخص من التورط في مقتله، كما أنه كان حديث عهد بالزواج وزوجته حامل في شهرها الخامس.