وجّه والي أمن طنجة الجديد، عبد الله بلحفيظ، رسائل قوية ل«لوبيات الفساد» في المدينة، كما تعهد بتمتيع الصحافيين بحقهم في الوصول إلى المعلومة من داخل ولاية الأمن، خلال لقاء نظمه مع ممثلي وسائل الإعلام أول أمس الخميس. ووجّه والي الأمن كلاما مباشرا ل«أباطرة الفساد»، عندما قال «إن الذين يبحثون عن الشّفرة السرية الخاصة بي لن يجدوها، لأنه ليست لديّ شفرة سرية أصلا»، قاصدا تصديه لأي ضغط أو محاولة تأثير من أي جهة كانت، وأضاف أن «الأباطرة الذين يسعون إلى لقائي لن يتمكنوا من ذلك، لأن مكتبي مفتوح في وجه المواطنين العاديين». وتوعد بلحفيظ بمحاربة الخارجين عن القانون دون تمييز على أساس الوضع الاجتماعي، قائلا إنه سيقف في وجه أي محاولة للتأثير عليه أو احتوائه، وخاطب الصحافيين بالقول «أنا لا أقبل الهدايا، ولو سمعتم أن أحدا ما، كيفما كان وضعه، أهداني قلما، فما عليكم إلا أن تنشروا ذلك»!.. والتزم والي أمن طنجة بمحاربة الاختلالات الحاصلة في ولاية الأمن والدوائر الأمنية التابعة لها، وردا على سؤال حول تسريب المحاضر للمشتكى بهم من طرف موظفين أمنيين، أجاب بالحفيظ بأن أي موظف ضُبِط بذلك سيكون مصيره الفصل والعقاب الفوري، كما تعهد ب»نهج سياسة حازمة» بخصوص الدوائر الأمنية، خاصة تلك الموجودة وسط الأحياء الشعبية، وقال إنه سيضع على رأسها «رؤساء حازمين». واعترف بلحفيظ بصعوبة المهمة التي تنتظره في مدينة طنجة، التي وصفها ب«المدينة الخاصة التي لا تشبه أي مدينة أخرى»، قائلا إن «الأمر لو كان بيدي لما اخترتُ هذه المسؤولية»، غير أنه تعهد ببذل كل الجهود من أجل استتباب الأمن في المدينة وتقريب الإدارة الأمنية من المواطنين، كاشفا أن محطة طنجة قد تكون الأخيرة في مشواره المهني، لذلك يريد أن يجعل منها «محطة مثالية». وكشف والي أمن طنجة الجديد، عزمَه تطبيق «المفهوم الجديد للسلطة»، المرتكز على الانفتاح والتواصل ونهج سياسة القرب، قائلا إن جميع ملاحظات ومراسلات المواطنين ستؤخذ على محمل الجد، «حتى ولو كان مصدرها مجهولا»، حسب تعبيره. وحول علاقته مع وسائل الإعلام، وصف بلحفيظ نفسه ب«صديق الصحافيين»، متعهدا بضمان حرية المعلومة لوسائل الإعلام، ما دامت غير مرتبطة بالسر المهني، وقال إن «ولاية الأمن ستصبح مصدر خبر للصحافة المحلية والوطنية»، مضيفا أنه سيتقبل «النقد البناء» من جميع وسائل الإعلام.