بدأت ملامح استفادة فرنسا من مشروع ال»تي جي في» بالمغرب تتضح، خاصة بعد إعلان شركة «ألستوم»، التي فازت بصفقة إنجاز الخط السريع «المثير للجدل» بعد تدخل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، عن توظيف حوالي 100 مهندس فرنسي جديد. وكشفت الشركة الفرنسية، أول أمس الخميس، على لسان مديرها للموارد البشرية جون فيليب باسلير، أن العقود التي فازت بها في المغرب وبولونيا والصين ستمكنها من فتح المجال أمام توظيف عدد مهم من المهندسين العاطلين في فرنسا، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى من التوظيفات ستشمل 100 مهندس متخصص في مجال السكك الحديدية والقاطرات المتحركة. وأوضح فيليب باسلير أن كل عقد تجاري توقعه الشركة مع بلد ما تحاول من خلاله الاستفادة ما أمكن في مجال تشغيل اليد العاملة الفرنسية والحد من تأثيرات الأزمة المالية التي بدأت تلقي بظلالها على الاقتصاد الفرنسي، مشيرا إلى أن المناصب الجديدة التي تقترحها الشركة ستفتح في وجه المهندسين ذوي الخبرات المميزة، والذين يشكلون حاليا ثلثي موظفي الشركة. وفازت «ألستوم» بصفقة إنجاز الخط السريع الرابط بين طنجة والدار البيضاء بعد جدل كبير حول الجدوى الاقتصادية من المشروع، خاصة في ظل كلفته المرتفعة. إذ من المرتقب أن تصل القيمة الاستثمارية للمشروع إلى حوالي 33 مليار درهم، ممولة جزئيا من فرنسا التي منحت الرباط قرضا بقيمة 920 مليون أورو ومساعدات بعض البلدان الصديقة مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، أما الباقي فستتحمله خزينة الدولة. وفي إطار هذا العقد، باعت شركة «ألستوم» 14 عربة مقطورة من قطارها السريع إلى المغرب بقيمة 400 مليون أورو. وسيبدأ تشغيل القطار، الذي يشكل رمزا للعلاقات الاقتصادية بين فرنسا والمغرب، سنة 2015. ومن المنتظر أن يختصر ال»تي جي في»، الذي سيسير بسرعة 320 كلم في الساعة، الرحلة بين طنجة والدار البيضاء من خمس ساعات و45 دقيقة إلى ساعتين وعشر دقائق.