حبس المصريون أنفاسهم، صباح أول أمس السبت، وتحولت عيونهم وآذانهم في جميع أنحاء البلاد صوب شاشة التليفزيون، أثناء نطق رئيس محكمة جنايات القاهرة، المستشار أحمد رفعت، بالحكم في ما عرف ب«محاكمة القرن» ضد الرئيس السابق حسني مبارك، أو «فرعون مصر الأخير» كما لقبته بعض وسائل الإعلام، ونجليه جمال وعلاء مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من مساعديه، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، لاتهامهم بقتل المتظاهرين وإهدار المال العام. وحكم على مبارك (74 عاما)، الذي اتهم بقتل نحو 850 شخصا أثناء الثورة على نظامه، بالسجن المؤبد، وهو نفس الحكم الذي صدر في حق وزير داخليته حبيب العادلي. وبمجرد صدور الأحكام اتسعت دائرة الانتقادات والاحتجاجات، خصوصا بعد عدم صدور حكم بإعدامه، كما ظل الشارع المصري يطالب بذلك، فضلا عن تبرئة نجليه وستة من قيادات الأمن الذي لا يزال موضع انتقاد قسم كبير من المصريين. ونقل التلفزيون المصري عن مصدر طبي قوله إن مبارك أصيب بأزمة صحية حادة لدى وصوله إلى السجن لتنفيذ الحكم بالسجن المؤبد، وقال التلفزيون نقلا عن المصدر إن مبارك تلقى العلاج في الطائرة التي أقلته إلى السجن. ولم تبد على مبارك الذي حضر جلسة النطق بالحكم على سرير طبي نقال، وكان يرتدي نظارة شمسية سوداء، أي رد فعل بعد إعلان معاقبته بالسجن المؤبد، في حين ظهر جمال مبارك والدموع في عينيه.