علمت «المساء» من مصادر حقوقية أن مساعي حثيثة تبذلها أسرة نافذة بمدينة طاطا من أجل طمس ملف اغتصاب ابنها، رفقة ثلاثة من أصدقائه، لتلميذة تدرس بالثانوية الجديدية التأهيلية. وذكرت المصادر ذاتها أن تفاصيل الاعتداء الهمجي، الذي تعرضت له التلميذة (عائشة ع س)، التي تبلغ من العمر 17 سنة وتدرس بالسنة الثانية باكلوريا بالثانوية المذكورة، تعود إلى يوم السبت الماضي، حينما عمد الشبان الأربعة إلى إجبارها على مرافقتهم بالقوة تحت التهديد بالسلاح الأبيض إلى مكان مهجور، مضيفة أن الضحية كانت أمام الثانوية حوالي الساعة الرابعة والنصف قبل أن تفاجأ بالجناة يحملون أسلحة بيضاء ويجرونها بالقوة إلى منطقة خالية بحي باني المحاذي للثانوية التي تدرس بها. وأكدت المصادر ذاتها أن الضحية تلقت ضربات متعددة على مستوى الوجه بعد مقاومتها لعملية الاغتصاب، قبل أن تستسلم لوحشية الاعتداء الذي تعرضت له من طرف الجناة الذين تركوها مرمية على الأرض، مضيفة أن الضحية تقطن بدار الطالبة، على اعتبار أن عائلتها تقطن بجماعة «اساسن» البعيدة ب100 كيلومتر عن مدينة طاطا التي تدرس بها. وذكرت المصادر ذاتها أن الضحية أرادت التزام الصمت حول الاعتداء الذي تعرضت له، إلا أن المسؤول عن دار الطالب التي تقيم بها لاحظ الكدمات التي كانت على وجهها وتمزق ملابسها، ما جعله يستفسرها عن السبب لتحكي له تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له، فقام بإخبار المصالح الأمنية على الفور، والتي قامت باعتقال المعتدين الأربعة وإحالتهم على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير، التي حددت لهم جلسة السابع من الشهر المقبل. وفي سياق متصل، أكد فريد الخمسي، رئيس فرع طاطا للمركز المغربي لحقوق الإنسان، أن جمعيته تتابع بقلق شديد الوضع الأمني بإقليم طاطا، بعد تفشي الجريمة في الشهور الأخيرة، وتكرار ظاهرة الاعتداء على الفتيات. وعبر الخمسي عن إدانته الشديدة للاعتداء الإجرامي المرتكب من طرف هؤلاء الشباب، محذرا في الوقت ذاته من مغبة تحريف وتزييف حقيقة ما جرى، حيث رصد المركز ما وصفه بتحركات مشبوهة لمحاولة طي الملف وإفلات المعتدين من العقاب. ودعا المصدر ذاته الوكيل العام لمحكمة الاستئناف باكادير إلى تحمل مسؤولياته كاملة في سيادة القانون، وإنصاف الضحية المعتدى عليها، وعدم التساهل مع كل من ثبت تورطه في الاعتداء المذكور .