قال الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي في تصريح خص به «المساء» أن الأشياء واضحة الآن بعد رفض حكومة بنكيران مقترح تنزيل ضريبة على الأثرياء، معتبرا أن الحكومة الجديدة ليست كما يقال عنها «ملتحية» أو «إسلامية». وأوضح أن هذه الحكومة من ناحية التحليل السياسي حكومة محافظة، أي أنها تحافظ على الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والطبقية القائمة بالمجتمع، بمعنى أنها تدعم اقتصاد السوق القائم بما له وما عليه، وهو اقتصاد، حسب أقصبي، يوفر للأغنياء فرصة الزيادة في أرباحهم وثرواتهم، وبالمقابل يفقر الفقراء. وأشار إلى أن حكومة بنكيران تراهن على المبادرة الحرة واقتصاد السوق وتعول على المستثمرين الأغنياء للاستثمار في البلاد، فكيف تريدها أن تفرض ضريبة ولو بنسبة ضئيلة على ثرواتهم، لأن ذلك سيتناقض مع أيديولوجيتها. وأضاف الخبير الاقتصادي أن حكومة بنكيران تتقن الخطاب الشعبوي، وتقول إنها ليست ضد فرض الضريبة على الثروة، بل هناك مشاكل تقنية تحول دون تطبيقها، وكأن المغرب هو أول بلد سيطبق هذه الضريبة، وبالتالي يخلص أقصبي إلى أن الحكومة الحالية لا تختلف عن الحكومات السابقة منذ 50 سنة، والتي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، معتبرا أن النقاش الذي كان دائرا حول فرض الضريبة على الثورة هو لحظة حقيقة وكان يجب استغلالها من أجل أن يبرهن حزب العدالة والتنمية أن أقواله تساير أفعاله، لكن تبين حاليا أن خطاب حكومة بنكيران موجه فقط للاستهلاك اليومي، بينما الأفعال المطبقة على أرض الواقع تتجه إلى وجهة أخرى. خبير اقتصادي نجيب أقصبي