عرفت ليلة الأربعاء الماضي حالة انتحار غريبة من نوعها ذهل على إثرها العديد من المواطنين وجمعيات المجتمع المدني, إذ أقدم فتى يبلغ من العمر تسع سنوات, يدرس بالقسم الثالث ابتدائي، على وضع حد لحياته عن طريق شنق نفسه بعدما تأثر بالمسلسل التركي المدبلج والمشهور ببطلته «خلود»، خصوصا عندما شاهد مشهدا دراميا عنيفا تم فيه تنفيذ حكم الإعدام في حق شقيق بطلة المسلسل المدعو حمزة, ليقدم الفتى على الانتحار في سطح منزله تقليدا لهذا المشهد دون أن يعي أنه سيفقد حياته من أجل سيناريو افتراضي, وعرف دواره حالة ذهول ورعب بسبب هذا الحادث، فيما قامت عناصر المركز القضائي باليوسفية بالمعاينة ونقل الجثة الى مستشفى محمد الخامس بأسفي قصد التشريح. وضع فتى في التاسعة من عمره حدا لحياته عن طريق شنق نفسه بواسطة حبل بسطح منزله بعدما تأثر بوقائع المسلسل التركي المدبلج بعنوان «متنسانيش» الذي يعرض يوميا على القناة الثانية حوالي الساعة السابعة مساء من كل يوم, ما عدا يومي السبت والأحد, لكن حلقة يوم الأربعاء الماضي, كانت حلقة سوداء بالنسبة إلى عائلة الفتى التي تقطن بدوار أولاد الطالب جماعة السبيعات إقليماليوسفية, إذ كانت أكثر تأثيرا على نفسية الفتى, وقد جاء هذا الانتحار بعدما قامت بطلة المسلسل التركي «خلود»، في مشهد مؤثر بالصراخ حزنا على شنق أخيها «حمزة» المحكوم عليه بالإعدام في ساحة عمومية. مشاهدة المسلسل التركي كان الفتى المدعو ( ع.ع ) يتابع، كعادته، أطوار المسلسل التركي رفقة أفراد عائلته بشكل هستيري, إذ كان يحرص على مشاهدة كل حلقة من حلقات هذا المسلسل الشيق الذي جلب اهتمام جل متتبعي شاشة التلفاز المغربي من رجال ونساء وحتى أطفال, ومن عجائب هذا المسلسل أن المشاهدين فقدوا الشعور الواقعي لذواتهم وتحولوا إلى مشاهدين بالعاطفة يتأثرون لكل حركة أو دمعة تذرفها عينا الممثلة البطلة المدعوة في المسلسل ب»خلود» أو باقي شخصيات المسلسل, فقد عرفت مدينة اليوسفية مؤخرا, فقدان امرأة لوعيها بسبب موت «منتصر زوج خلود»، مما حتم نقلها إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى المحلي، كما أصيبت بمرض عضوي اضطرها إلى إجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات بأسفي، لتبوح هذه الأخيرة فيما بعد لصديقاتها بأن سبب المرض هو هذا المسلسل, لتتطور المعاناة إلى انتحار طفل وهذه المرة في جماعة قروية بإقليماليوسفية, بعدما كان من أبرز المجتهدين في قسمه الثالث ابتدائي بالسبيعات. انتحار الفتى ذهل الفتى المزداد يوم 19 مارس 2003 بمشاهد مؤثرة من المسلسل التركي عندما صرخت البطلة تحسرا على إعدام أخيها المدان بقتل زوجها الغني, حيث قصد الفتى سطح منزله متسللا بدون أن يثير انتباه أي أحد من أفراد عائلته, بعدها قام بالبحث عن أي شيء يشنق نفسه به، وبعد مدة وجيزة وجد في الأخير حبل نشر الغسيل, فقام بربطه بحبل آخر محكم, وقام بتقليد عملية إعدام حمزة, ليضع هذا الفتى الضحية حدا لحياته من دون أن يثير أي تحرك أو صرخة تنقذه من الموت المحقق. وبعد ساعة على اختفائه, قامت عائلته بالبحث عنه في أزقة الدوار, ظنا منها أنه يلعب أو يمرح كعادته مع أصدقائه في أزقة الدوار, بعدها كانت الصدمة قوية حيث وجدوا ابنهم معلقا في سطح منزلهم جثة هامدة بواسطة حبل نشر الغسيل. تدخل المصالح الدركية مباشرة بعد الحادثة تم إشعار عناصر المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية, التي انتقلت صوب دوار أولاد الطالب جماعة السبيعات برفقة السلطات المحلية, بعدها قامت بالمعاينة وفتح تحقيق ميداني في انتحار الفتى، حيث أقرت عائلته للعناصر الدركية بأن سبب الانتحار نتج عن تأثر الفتى بقصة المسلسل المدبلج، موضحين أنهم لم يكونوا يعلمون بأن درجة تعلق ابنهم بالمسلسل سوف تؤدي به إلى الانتحار, ليتم نقل جثة المعني بالأمر الى مستشفى محمد الخامس بأسفي قصد التشريح الطبي.