تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية. البروفيسور خالد فتحي، المختص في أمراض النساء والتوليد، يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. -أنا سيدة عمري 26 سنة، أرغب في إرضاع طفلي، فحليب الأم هو أحسن غداء للطفل. أود احتياطا أن أعرف الحالات التي يمنع فيها على الأم إرضاع طفلها؟ -ليس هناك شك في أن حليب الأم غذاء مكتمل يضم كل العناصر التي يحتاجها الطفل لنموه، ولكنْ هناك حالات يُمنَع فيها على المرأة إرضاع طفلها، حماية له من بعض العواقب. وتنقسم هذه الحالات أو الأسباب إلى أسباب خاصة بالأم وأخرى خاصة بالطفل. وهكذا فإن المرأة التي تعاني من مرض عقلي لا يسمح لها بالرضاعة، كما لا يسمح بالرضاعة إذا كانت الأم تشكو من مرض تعفني أو من السل... إلخ. أو كانت تتناول أدوية تحتمل بعض المضاعفات على الطفل، كبعض أنواع المضادات الحيوية وبعض المواد المضادة للتخثر ((anticoagulants والأدوية القشرية وبعض الأدوية الخاصة بعلاج الجهاز العصبي. ويمنع الطفل من الرضاعة إذا كان يشكو من عدم التئام سقف الفم أو كان يشكو من أمراض تهم الجهاز الهضمي تسبب اضطرابا في عملية البلع. في الغالب، لا تشكين من أي نوع من هذه الحالات وبالتالي يمكنك أن تقومي بإرضاع طفلك. -عمري 35 سنة، مصابة بالسكري الموجب للأنسولين لدي طفلان وحامل في شهري الثالث. ما هي العواقب التي يمكن أن أتعرض لها؟ -أود، في البداية، أن أؤكد أن حمل المرأة التي تعاني من السكّري يجب أن يكون مراقَباً بصرامة. فهذا الحمل محفوف بعدد من المخاطر، ككثرة مضاعفات الداء لدى المرأة أو قد يترتب عنه الإجهاض أو وفاة الجنين، وفي بعض الحالات، تحدث تشوهات خلقية لدى المولود الجديد، كما قد تكون الولادة صعبة بسبب الحجم الكبير لمواليد النساء المصابات بداء السكري، مما يؤدي إلى تمزق العجان أو اللجوء إلى العملية القيصرية، لكنّ هذا لا يعني دائما خطورة الحمل، فالحمل الصحي ممكن، شريطة التقيد ببرنامج منظم تكون فيه نسبة السكر قبل الحمل طبيعية وأن يخضع لمراقبة جدية طيلة الحمل. لذلك ينبغي أن يكون الحمل مبرمجا في حالتك: إذ لا يسمح بها إلا إذا كانت نسبة السكر في الدم في المعدلات الطبيعية لمدة ثلاثة أشهر قبل عملية التخصيب. لذلك إذا احتسبنا هذه الثلاثة أشهر وأضفنا إليها تسعة أشهر، التي هي مدة الحمل لدى جميع النساء، نفهم لماذا يقول الأطباء إن مدة الحمل لدى المصابات بالسكري هي 12 شهرا. -عمري 48 سنة، انقطعت لدي العادة الشهرية منذ سنة ونصف، ومنذ ذلك الوقت، وأنا أعاني من هبّات دافئة تتركني غارقة في العرق، وهذا شيء يقلقني. سؤالي هو: هل لِمَا أشعر به علاقة بسنّي، و ما هو العلاج؟ -يبدو انك قد ولجت سن اليأس، بكل أعراضها ومشاكلها الصحية ومخاوفها، في حين لم يعد هناك الآن ما يدعو إلى الخوف من هذه المرحلة، فأغلب النساء يجتزن هذه المرحلة الحاسمة من حياتهن دون أن يصادفن أعراضا مزعجة على الإطلاق، فلبنات الجيل الحالي من إمكانيات التعرف على هذه المرحلة وإمكانية مكافحة أعراضها ما يفوق بكثير ما كان متوفرا لبنات الجيل الأمس. بالنسبة للهبات الدافئة " نقدر أن حوالي 60 % من النساء تصبن بهبات دافئة عند بلوغهن سن اليأس، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تحدث هذه الهبات كل ساعة. وقد تطول مدة حدوثها حتى تصل إلى عشر دقائق، مما يترك المرأة "تعوم" في العرق. ومع أنه لا وجود لجواب محدد عن أسباب هذه الهبات وذلك التعرق الغزير، فإننا نعتقد أن لفقدان الأستروجين دورا أساسيا في ذلك. إن لهذه الهبات الحارة تأثيرا سلبيا على حياة المرأة يمكن أن تربك أحيانا أنشطتها اليومية أو تشل حياتها العملية، وقد تؤدي، في بعض الأحيان، إلى الأرق، مع كل المشاكل المترتبة عن الحرمان من النوم. عليك، سيدتي، أن تستشيري طبيبك المختص في أمراض النساء والتوليد، الذي سيصف لك الدواء المناسب وينهي كل مشاكلك هاته.