تم افتتاح الدورة الرابعة للفيلم الوثائقي بأكادير وسط أجواء حزينة، بسبب رحيل مؤسسة المهرجان في دجنبر الماضي إثر حادثة سير. وشدد منظمو المهرجان في الكلمة الافتتاحية على أن تنظيم الدورة الرابعة جاء وفاء لروح مؤسسته، حيث تم في بداية الحفل تقديم شريط وثائقي يؤرخ لأهم المحطات التي شهدتها الدورات السابقة، كما تعهد المنظمون بالاستمرار في تنظيم هذا المهرجان من أجل إكمال المسيرة التي بدأتها مؤسسته. هذا وتم خلال افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان بأكادير عرض شريط وثائقي قصير بعنوان «أبناء الرقاب»، ويحكي هذا الشريط الذي لا تتجاوز مدته خمس دقائق سقوط الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي على لسان أطفال تونس، الذين استرسلوا في وصف لحظات سقوط بن علي بخيالهم الطفولي، معبرين عن مشاعرهم وتصورهم للتغيير الذي شهدته بلادهم. وقد كان الشريط فكرة ذكية للتعبير عن لحظة الثورة التونسية برؤية طفولية، وهي زاوية معالجة متميزة حاول مخرج الشريط عن طريقها تبليغ رسائل مركزة وواضحة من خلال تعابير الأطفال التي لا تعرف لغة الخشب كما أن ضحكات الأطفال وملامح وجوههم كانت وسيلة موفقة لتبليغ رسائل الثورة، ومن خلالها رأي الأجيال القادمة في ما تعرفه تونس وغيرها من بلدان العالم العربي، خاصة عندما عبرت إحدى طفلات بأنها «كانت تحب بن علي لكنها عندما أخبرها والدها بأنه تحول إلى سارق أصبحت تكرهه». أما الشريط الثاني الذي عرض خلال حفل الافتتاح فقد كان بعنوان «الكهرباء أو الشاي»، ويحكي قصة وصول الكهرباء إلى قرية نائية بجبال الأطلس الكبير. رحلة وصول الكهرباء إلى هذه القرية تتبعها مخرج الفيلم لأزيد من ثلاث سنوات، مركزا على أقوى اللحظات وشوق الساكنة إلى الكهرباء ومختلف التغييرات التي كان يتوقعها السكان، وتضارب الآراء بين الآباء والأبناء بخصوص رغبتهم في الكهرباء إلى أن تم تتويج الرحلة بدخول الكهرباء.