انتظر النادي المكناسي الدقيقة الأخيرة للوقت بدل الضائع ليحرز البديل صلاح الدين الخليفي هدفا قاتلا بضربة رأس منحت الفريق المكناسي نقاط الفوز أمام جاره المتعثر وداد فاس في مباراة مثيرة عن الجولة 26 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم أنعشت كثيرا آمال الفريق المحلي في البقاء. وساد التكافؤ في أغلب فترات المباراة التي احتضنها الملعب الشرفي وسط مدينة مكناس بحضور جمهور متوسط لم يتجاوز 3 ألاف مناصر، مع امتياز واضح لفائدة أصحاب الأرض الذين كانوا يبحثون عن تأكيد انتصارهم الأخير أمام الاتحاد الزموري للخميسات 2-1، من أجل تأمين البقاء إذ رفع النادي المكناسي رصيده إلى 33 نقطة ليرتقي للمركز التاسع، فيما تراجع وداد فاس الذي لم يفز في المباراة الثالثة على التوالي إلى المركز الرابع عشر إثر تجمد رصيده عند 26 نقطة متأخرا بفارق الأهداف عن حسنية أكادير. وشهدت الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع طرد لاعب وداد فاس هشام العلوي المدغري كما احتج عميد الفريق عمر حاسي كثيرا على الحكم الدولي هشام التيازي بداعي تجاوز الوقت المحتسب بدل الضائع. وقبل إحراز هدف الفوز للنادي المكناسي كان جانب من جمهور المباراة يهاجم المدرب عبد الرحيم طاليب وينتقد اختياراته ويطالبه بتغييرات مما شنج الأوضاع قبل أن يدلي طاليب عقب نهاية المباراة بتصريح ل»المساء» قال فيه:»المباراة كانت صعبة بالنسبة للفريقين معا لأن وداد فاس كانت عنده فرصة للهروب من المنطقة المكهربة والنادي المكناسي دخل اللقاء بنية الفوز ولا شيء آخر غير للفوز للاطمئنان على مكان الفريق بالقسم الأول مما نتج عنه ندية كبيرة وهنا لا تفوتني الفرصة دون أن أهنىء اللاعبين على انضباطهم الكبير تكتيكيا بعد أن ضغطنا على الخصم طيلة 90 دقيقة، مما أرغمناه على الرجوع للوراء كما ضيعنا عدة فرص لإنهاء المباراة سواء في الشوط الأول أو الثاني وهناك ضربتي جزاء لم ينتبه إليهما الحكم لكن استمر الإصرار وقوة العزيمة وحب الفوز أعطانا انتصارا كنا جميعا محتاجين إليه بعد أن ضمن الفريق رسميا بقاءه رغم حداثة عهده بالقسم الأول، إذ برهن عن مؤهلات تقنية جيدة بشهادة الجميع وبلغ نهائي كأس العرش وبلغ الدور الثاني من كأس الاتحاد الإفريقي وهو ما لم يأت عن عبث بل عن عمل متكامل بين الإدارة والتشجيع الجماهيري ومجهودات الطاقم التقني». وأضاف طاليب بخصوص احتجاج جانب من الجمهور عليه:»من احتجوا هم محسوبون على جمهور النادي المكناسي وذلك ليس لأول مرة ووراءهم رجل تقني لديه أصدقاء هنا ويريد أن يعود للفريق ويدرب النادي المكناسي وبعد تحريات قام بها المكتب المسير تعرف الطاقم التقني واللاعبون على هذا الشخص وأخبره بأن طاليب سيغادر النادي المكناسي وسيفسح لك المجال لتبرهن عن علو كعبك». ورفض طاليب الكشف عن هوية زميل المهنة الذي قال إنه يشوش عليه وأضاف:»هو يعرف نفسه وأنا لا أحب أن أعمل في جو مكهرب يسوده النفاق ليس داخل الفريق بل من طرف أناس يتم دفعهم من الخارج وهم ضد النجاح لذا فإني سأغادر مع نهاية الموسم بعد أن أكون قد حققت الأهداف التي اتفقت معها مع المكتب المسير وأطلب من الرئيس أن يتفهم وضعيتي ويفسخ عقدي في آخر الموسم». ووقع طاليب عقدا مع النادي المكناسي لمدة عامين وهو يطمح لأن يقود الفريق الإسماعيلي «للعب بدوري المجموعات بكأس الاتحاد الإفريقي وهو خير هدية للجمهور المكناسي الحقيقي» ودخل فريق النادي المكناسي في معسكر إعدادي مغلق بداية من أمس الاثنين تأهبا لمباراته مع أسيك ميموزا بطل إفريقيا السابق والمقرر لها عصر يوم السبت المقبل بملعب فليكس هوفويت بوانيي بأبيدجان العاصمة الاقتصادية للكوت ديفوار.