بعد كثرة السرقات التي عرفتها غابة المعمورة في الخميسات وضواحيها، وبعد أن أصبحت إدارة المياه والغابات تعبر عن قلقها من تلك العمليات الإجرامية التي تؤثر سلبيا على الحفاظ على الملك الغابوي بسرقة الأسلاك الشائكة وبيعها في الأسواق المجاورة ولبعض التجار الذين تدر عليهم أموالا طائلة، تمكنت عناصر الضابطة القضائية التابعة لسرية الدرك الملكي بسيدي علال البحراوي بالخميسات، من تفكيك عصابة متخصصة في سرقة الأسلاك الشائكة من ملك الدولة التابع للمياه والغابات بغابة المعمورة والنواحي، بعد أبحاث مسترسلة ومعمقة على جميع المستويات، للحد من أنشطتها الإجرامية التي فاقت العشرات من العمليات والتي كانت تتم غالبا في الليل لاستغلال الظلام وشساعة الغابة التي تحيط بالمنطقة الزمورية كاملة. جاءت عملية تفكيك الشبكة الإجرامية التي دوخت العناصر الأمنية والسلطات المحلية وأعوانها، بعد نصب كمين محكم من طرف رجال الدرك، والذين تجندوا لإلقاء القبض على أفراد العصابة بعد التوصل بمجموعة من الشكايات من طرف المصالح الغابوية بالبحراوي، مفادها أن بعض الأشخاص المجهولين يقومون بسرقة الأسلاك الشائكة المحيطة بالغابات بطرق محترفة وبكميات هائلة، خاصة في جنح الظلام، وهو الأمر الذي كبد تلك المصالح خسائر مادية فادحة وحال دون الحفاظ على الثروة الغابوية بالمنطقة. نصب كمين لم يعلم أفراد العصابة التي عاثت فسادا في الغابة بأن يوم 23 دجنبر الماضي، سيكون موعدا لنهاية نشاطهم الإجرامي، بعدما قامت عناصر سرية الدرك الملكي بالبحراوي، في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، بنصب كمين للجناة داخل غابة المعمورة، وهو ما مكن من إلقاء القبض على عنصرين من العصابة، أحدهما كان على متن سيارة من نوع (بيكوب) في حين تمكن ثلاثة آخرون من الهروب والفرار بعدما تم تشديد الخناق عليهم ومفاجأتهم غير المتوقعة بإفشال مهمتهم التي أتوا من أجل تنفيذها وسرقة الأسلاك الشائكة التي تحمي الغابة من الفلاحين المجاورين لها من الرعي غير القانوني وقطع الأشجار وإتلافها. تحقيق واعترافات كانت العملية التي أشرف عليها قائد السرية، ناجحة بنسبة مهمة، حيث مكنت من اعتقال مالك وسائق السيارة في نفس الوقت، الذي اعترف بشركائه الخمسة الذين ينحدرون من الخميسات ومن «التوازيت» نواحي سيدي يحيى الغرب عمالة القنيطرة. وأثناء تعميق البحث والتحقيق مع المتهم الأول، تم إلقاء القبض على الشريك الثاني، في حين تم إصدار مذكرة بحث في حق الباقين. ومع بداية التحقيق المفصل الذي عرف متابعة من طرف الجهات المسؤولة عن الملك الغابوي وعمالة الخميسات، اعترف المتهمون في محاضر الضابطة القضائية، أنهم اقترفوا أزيد من أربع عمليات خاصة بالسرقة داخل غابة المعمورة، حيث كانوا يقومون ببيع المسروقات بمبالغ مالية مهمة لأحد الأشخاص الذي يملك محلا لبيع المتلاشيات بمخرج مدينة الخميسات في الطريق المؤدية إلى جماعة ايت اوريبيل، وأن تلك الأموال التي كانوا يجنونها من تلك العمليات الإجرامية، يتم اقتسامهما كل حسب المهمة المنوطة به، مابين تقطيع الأسلاك الشائكة ونقلها وبيعها والمراقبة داخل الغابة، بشكل منظم ومحكم لعدم إثارة الانتباه إليهم وفي ساعات متأخرة من الليل. تقديم للعدالة خلف خبر تفكيك أفراد العصابة الإجرامية، التي كانت تشكل خطرا حقيقيا على الغابة والمنتفعين منها وجيرانها من الفلاحين البسطاء، ردود أفعال وارتياحا في الأوساط المحلية والإقليمية، فالجناة الذين تمت إحالتهم على أنظار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالرباط ملحقة سلا، وجهت إليهم تهمة تكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك الشائكة بالغابة، في حين تم حجز السيارة التي وضعت بالمستودع البلدي بالبحراوي.