مازال البحث جاريا عن سائق شاحنة من الحجم الصغير جرفته مياه واد الشارف بين تاندرارة ودبدو بإقليم بوعرفة، ليلة الجمعة السبت الماضي. إذ ابتلع الواد الشاحنة، التي تقاذفتها المياه بعدة أمتار، قبل أن يتم العثور عليها فيما بعد. فيما لم يتم العثور على الضحية إلى حدود كتابة هذه الأسطر، وهو ما أثار استياء عارما وسط سكان المنطقة وكذا أفراد عائلته، الذين نددوا بما وصفوه ب«إهمال» الوقاية المدنية في إخراج غريق ظل مفقودا منذ الجمعة الماضي. إذ اكتفت الوقاية المدنية، كما يقول أحد الشهود، بالاستعانة فقط بالعصي بحثا عن الغريق. هذه الطريقة أثارت استياء كبيرا لدى سكان المنطقة، الذين قاموا هم الآخرين بعملية البحث. وقال أحد أشقاء الضحية: «يستحيل العثور على أخي بهذه الطريقة التقليدية». وهو ما تداركته الوقاية المدنية فيما بعد، حيث استعانت بكلب في عملية البحث عن الضحية البالغ من العمر 35 عاما، وهو متزوج وأب لرضيع، ويتحدر من إنزكان بأكادير. وكان الضحية محمد أمزيني يسوق ليلا شاحنته، التي كانت محملة ب «الترفاس» يوم الجمعة الماضي متجها إلى مدينة الدارالبيضاء حين فاجأته مياه واد الشارف، التي جرفت شاحنته، بسبب غياب علامات تشويرية تشير إلى وجود واد بالمنطقة، خاصة أن القنطرة صغيرة، يقول مصدر من المنطقة. وأضاف المصدر نفسه أن الواد يتسبب كل سنة في غرق السكان والماشية.إذ تسبب السنة الماضية في هلاك شخصين. كما جرف قبل ثلاث سنوات حافلة للنقل العمومي، دون الحديث عن البهائم التي تجرفها مياه الواد. والغريب في الأمر، يضيف المصدر ذاته، أن هذا الواد لا توجد به أي علامة تشويرية تحذر السائقين من خطره، علما بأن أبناء المنطقة يسقطون باستمرار ضحايا له، مما يجعله نقطة «قتل» سنوية. وأضاف مصدر من المنطقة أنه في حال لم يتم العثور على الضحية، سيتم وضع خيمة أمام الواد للتنديد بالخطورة التي يشكلها هذا الأخير على حياة السكان بالمنطقة، وأيضا لحمل السلطات المعنية على وضع علامات التشوير تفاديا لمثل هذه الحوادث المميتة.