أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن 60 بالمائة من المغاربة يشاهدون القنوات الأجنبية. وأضاف الخلفي، الذي كان يتحدث في ندوة لتقديم منهجية إعداد دفتر التحمل لقنوات الإعلام العمومي، مساء الجمعة الماضي، أن الدراسة التي تعدها مؤسسة «أورو داتا» المتوسطية أشارت إلى أن «المغاربة يميلون نحو مشاهدة الأفلام التخييلية». واعترف الخلفي، في نفس السياق، بما أسماه «التحدي الكبير الذي يواجه المغرب في ميدان السيادة على المجال الخدمي في الإعلام»، مؤكدا أنه «كان هناك فراغ كبير في دفاتر التحملات السابقة حول مفهوم الخدمة العمومية».
وأكد الخلفي أن «الأمازيغية سيكون لديها موقع محوري في دفتر التحملات الجديد، لأن الإعلام قاطرة أساسية لترسيم الأمازيغية»، محذرا في الوقت نفسه من «غزو ثقافي يتهدد المغربي ويمكن أن يؤدي إلى اضمحلال الهوية الثقافية المغربية»، وأبرز أن مبدأ الهوية هو معيار أساسي لتحديد معالم دفتر التحملات الجديد»، قائلا في هذا الصدد «إن الهوية شيء ثابت في رؤيتنا لتطوير الإعلام الوطني لأنه ليس بمستطاعنا أن نضمن هذا التطور دون الاهتمام باللغتين الوطنيتين الرسميتين، العربية
والأمازيغية».
في السياق نفسه، أقر الخلفي أن نسب المشاهدة بالمغرب عرفت نوعا من التراجع في السنوات الأخيرة»، مما يحتم علينا أن نضع دفتر تحملات من شأنه أن يجذب اهتمام المغاربة، عبر تقوية العرض الإخباري للقنوات العمومية، خاصة إذا علمنا أن قناة الجزيرة وحدها تستحوذ على أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون مشاهد في أوقات الذروة، ناهيك عن تقوية الإنتاج الوطني»، مبرزا أن «سلسلة حديدان احتلت المرتبة الأولى من حيث أكبر المواد المعروضة مشاهدة مما يؤكد أن الإنتاج الوطني يلقى إقبالا لدى المغاربة، لكن الأمر لا يعني أن إعلامنا لا ينبغي عليه الانفتاح على الثقافات الأخرى، بل عليه تكريس مبدأ الانفتاح كرافعة أساسية لتطوير الإعلام العمومي».
وقال الخلفي إن «إعداد دفتر التحملات الجديد احتكم إلى مبادئ أساسية من بينها التركيز على تيمة الإعلام والهوية والحقوق والحريات والاهتمام بقضايا الحكامة الجيدة»، وهي مبادئ، يردف الخلفي تسمح بضمان «التنافسية والتعدد والجودة والتكامل». واعتبر وزير الاتصال أن منهجية إعداد دفتر التحملات اعتمدت على الانفتاح على جميع المكونات للإدلاء برأيها وفي مقدمتها جمعيات المجتمع المدني». ولذلك، يضيف الخلفي، «عملنا إلى الإنصات إلى ما يرضى عليه المغاربة لأننا حكومة سياسية وستتم محاسبتنا، وبالتالي فإن دفاتر التحملات هي ملك الشعب وليست ملكا للوزارة، والمجتمع في الأخير سيحاسب الوزارة حول نجاعة رؤيتها لدفتر التحملات
الجديد».
إلى ذلك، أشاد الخلفي بفيصل العرايشي، مدير القطب العمومي، مؤكدا أن «القنوات العمومية حققت تراكما كبيرا يجب الاستفادة منه»، مؤكدا أن التهييئ لدفتر التحملات الجديد ارتكز على الإنصات لأكثر من 35 فعالية من مختلف التخصصات.