قرر حزب العدالة والتنمية بمدينة ميسور قبول استقبال العشرات من نشطاء حزب الاستقلال غادروا حزبهم بسبب «اختلالات» في تدبير شؤونه لم ينجحوا في تصحيحها، حسب تصريحات أحدهم. وقال محمد الدريسي، وهو مستشار جماعي عن حزب العدالة والتنمية ببلدية ميسور، إن تيار الاستقلاليين الذي قرر الالتحاق بحزب العدالة والتنمية «تيار قوي»، مضيفا بأن الحزب وافق على قرار الالتحاق بعدما تأكد له بأن هؤلاء النشطاء ليسوا من «المهرولين»، في إشارة إلى العشرات من طلبات الالتحاق التي يتوصل بها «الحزب الحاكم» من عدد من المنتمين إلى أحزاب سياسية أخرى. وتتضمن لائحة أعضاء حزب الاستقلال الملتحقة بحزب العدالة والتنمية كلا من الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (اللجنة التحضيرية)، والكاتب الإقليمي السابق للشبيبة الاستقلالية، والمندوب الإقليمي للكشفية التابعة لحزب علال الفاسي، وعضو سابق في المجلس الوطني، وعضو اللجنة المركزية للحزب. وقال كريم السعيدي، وهو أحد النقابيين الملتحقين بحزب العدالة والتنمية، ل»المساء»، إن مواقف حزب الاستقلال، على مستوى المدينة، لا تشرف الأعضاء الغاضبين، وانتقد تخلف الاستقلاليين عن اتخاذ مواقف مواكبة لمشكل الأراضي السلالية التي تعيشها المدينة، ومشكل الفيضانات التي ضربت المنطقة في وقت سابق، ومشاكل الصحة التي يعاني منها الإقليم. ووصف السعيدي الوضع بالنقابة التي ينتمي إليها ب»المتعفن»، وقال إن النقابة أصبحت تعمل في مجالات ليست هي مجالاتها. كما انتقد لقاء عقده مسؤولون في حزب الاستقلال بعامل الإقليم، وأشار إلى أنه تم «خلسة» دون إشعار أعضاء الحزب، «في حين أن هيئات حزبية أخرى خرجت ببيانات عقب لقائها بعامل الإقليم بعد مناقشة كل القطاعات بفريق من المناضلين، كل حسب تخصصه، في اجتماعات ماراطونية دامت حوالي 8 ساعات»، يوضح بيان لهؤلاء المنسحبين. من جهة أخرى، أوردت المصادر بأن الصراع في حزب الاستقلال بالمدينة يدخل في إطار الصراع الدائر بين الجناح المحسوب على حميد شباط، عمدة فاس والكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبين الجناح المحسوب على عبد الواحد الفاسي، الذي يستعد للترشح لمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال. وطبقا للمصادر ذاتها، فإن المحسوبين على الجناح الثاني اضطروا إلى مغادرة حزب الاستقلال بعد أن «عجزوا» عن تصحيح الأوضاع داخل الحزب والنقابة.