رغم أن الهزيمة التي تلقاها فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم أمام تشيلسي الغاني بخمسة أهداف لصفر، هي الأكبر في تاريخ مشاركات الفريق الإفريقية، إذ لم يسبق للفريق «الأخضر» أن انهزم بحصة كهاته، إلا أن المكتب المسير للفريق مازال لم يستفق بعد من وقع الصدمة، ومازال لم يستوعب حجم الخسارة التي تعرض لها الرجاء، وكيف أنها نقطة سوداء في تاريخه الإفريقي الحافل، بل وفي تاريخ الكرة المغربية. إلى اليوم، مازال الموقع الرسمي للفريق لم يعلن عن النتيجة، فآخر خبر تمت الإشارة إليه هو ذلك المتعلق بالتشكيلة التي خاضت المباراة، كما لو أن الحديث عن النتيجة رجس من عمل الشيطان. بعد خسارة الفريق أمام أولمبيك أسفي بهدفين لواحد في الدوري المغربي، لم يجد مسؤولو الفريق حرجا في الحديث عن وجود مؤامرة، وعن «فضيحة» في حق الكرة المغربية، فقط، لأن الفريق خسر بهدفين لواحد، وفي مباراة لم يقدم فيها ما يشفع له بالفوز. اليوم، هناك صمت أشبه بصمت القبور، أما من تحدث من مسؤولي الفريق، فقد ألقوا باللائمة على التحكيم والطقس وأرضية الملعب، أو دعوا إلى طي الصفحة والتطلع إلى المستقبل. إن التطلع إلى المستقبل ضروري، لأنه لا يمكن لفريق خسر مباراة أن يتوقف، لكن المستقبل رهين بقراءة الحاضر والاستفادة من أخطائه ومعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى هذه «النكسة» الكروية للرجاء، أما طي الصفحة دون استخلاص الدروس ووضع الأصبع على الجرح، فسيكون شبيها بمن يحجب الشمس بالغربال. خسارة الرجاء بخماسية ليست دليل إفلاس تقني للفريق ولطاقمه التقني فقط، ولكنها دليل إفلاس مسيري الرجاء الحاليين، الذين ارتكبوا الكثير من الأخطاء الفادحة قبل حتى أن ينطلق الموسم الكروي. لقد خرج الفريق من عصبة أبطال الموسم الماضي ومن كأس العرش، وبدأ البطولة بشكل متذبذب، وتزعزعت ثقة لاعبيه، وارتكبت أخطاء فادحة، علما أن الظاهر كان هو خدمة الرجاء والباطن هو تصفية حسابات مع هذا اللاعب أو ذاك دفع الفريق ثمنها غاليا. عندما يتعرض فريق كبير لمثل هذه الخسارة على مسؤوليه أن يجلسوا للأرض، وأن تكون لهم الشجاعة للاعتراف بالخطأ، بدل الهروب إلى الأمام. وجهة نظر المكتب المسير في وقت الأزمة تصبح مهمة أكثر من أي وقت مضى، لأن كثيرا من محبي الفريق يجترون مرارة الهزيمة المذلة، دون أن يعرفوا بأي حال ستكون رجاء الغد.