بعد أقل من أسبوع على إقدام الطفلة أمينة على وضع حد لحياتها بالعرائش، بعدما أُجبرت على الزواج من مغتصبها، تتكرر فصول هذه الحكاية التراجيدية مرة أخرى بطنجة، إذ أقدمت فتاة لا يتجاوز عمرها 16 سنة، على رمي نفسها من الطابق الرابع لعمارة مهجورة، ليتضح فيما بعد أنها تعرضت للاغتصاب. وكانت الفتاة القاصر «ب.غ.» قد حاولت الانتحار، ليلة الثلاثاء، برمي نفسها من سطح عمارة بحي الخربة بمنطقة مسنانة، وسجل الحادث آنذاك على أنه محاولة انتحار لأسباب مجهولة، قبل أن يكتشف أطباء المستشفى الإقليمي محمد الخامس أن القاصر تعرضت للاغتصاب، وهو الأمر الذي أكده الطيب بوشيبة، رئيس فرع طنجة لجمعية «ماتقيش ولدي». وساد تكتم شديد حول الدافع الحقيقي لمحاولة إقدام الفتاة على الانتحار، حيث نفت مصادر إدارية من مستشفى محمد الخامس أن تكون قد توصلت بهذه الحالة أصلا، وهو ما يتعارض مع ما أكدته مصادر أمنية أقرت بوجود محاولة انتحار، نافية علمها باكتشاف تعرضها للاغتصاب، في حين أكدت جمعية «ماتقيش ولدي» أن الفتاة تعرضت فعلا للاغتصاب من لدن شخص مجهول وأن ذلك دفعها للانتحار، وقال رئيس فرع الجمعية إنهم سيقومون بزيارتها في المستشفى للوقوف على حالتها. وما تزال هوية أسرة الفتاة ومحل سكنها مجهولين إلى حد الآن، رغم التعرف على اسمها وسنها، في حين ترقد حاليا بمستشفى محمد الخامس في وضع صحي حرج، إذ تعرضت إلى كسور في أنحاء متفرقة من جسدها، بما فيها الرأس والعمود الفقري. وأكد فاعلون جمعويون زاروا الفتاة، أول أمس الأربعاء، أنهم وجدوها في حالة مزرية وأنها لا تحظى بالعناية اللازمة بالمستشفى، حيث وجدت «مهملة» في إحدى غرف المستشفى وهي تئن من الألم ولا تتوفر حتى على الغطاء، مما دفع عددا من المواطنين إلى منحها طعاما وبطانيات. ورغم الصمت الذي يلف القضية، فإن فاعلين مدنيين ومواطنين، اطلعوا على وضعية الفتاة، أطلقوا حملة تضامنيا معها، تشمل زيارتها بالمستشفى ومنحها مساعدات عينية ودعما معنويا، في حين أطلق آخرون صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتضامن مع الفتاة ومحاول اكتشاف أسرتها، داعين إلى العمل على إيجاد مغتصبها ومعاقبته.