تعرض ابن رجل ثري للتعذيب والاختطاف، من طرف أناس كان غرضهم الأولي شراء كمية من زيت الزيتون بثمن تفضيلي لإعادة بيعها في المدن المغربية، بعد أن ضرب لهم موعدا من أجل لقاء ابنه للتفاوض حول الثمن وموعد تسليم السلعة. حيث تمكنت العصابة الإجرامية من اختطاف الابن وصديقه واقتيادهما إلى ضواحي مدينة تيفلت لأزيد من أربعة أيام، تفننوا خلالها في تعذيبهما وإرهابهما بشتى الطرق، وإيهامهما أنهم من رجال الشرطة الذين يبحثون عن المجرمين وذوي السوابق العدلية، لكن خوف أفراد العصابة من اكتشاف هويتهم، بعدما ألحوا على التوصل بفدية قيمتها 150 مليون سنتيم، أدى بهم إلى التفكير في إطلاق سراحهما، بعدما باءت محاولات التهديد للأب الثري بإيذائهما وقتلهما بالفشل. تمكنت عناصر الدرك الملكي في مكناس، بتنسيق مع سرية الدرك والشرطة القضائية في تيفلت، من فك «لغز» اختطاف شابين بطريقة أفلام «هوليودية»، أبطالها أفراد عصابة إجرامية خطيرة ينتمون إلى مدينة تيفلت وآخرون من مدن القنيطرةوالرباط. وكانت القضية التي «تفجّرت» في ضواحي تيفلت، وبالضبط في جماعة «أيت بويحيى الحجامة»، حاولت جهات التكتم على تفاصيلها، لأسباب ما زالت مجهولة ومبهمة، خاصة بعد تناسل أخبار داخل الأوساط المحلية والإقليمية حول وجود أسماء (وازنة) من الممكن أن تكون لها يد في عملية الاختطاف والاحتجاز والتعذيب وانتحال صفة والاتجار في المخدرات وحيازة سلاح ناري، كان ضحيتها ابن أحد كبار تجار مدينة فاس وصديق له (مهندس في المعلوميات). انتحال صفة رجال أمن بعد تنفيذ أفراد العصابة الإجرامية عملية الاختطاف ونقل المختطفين ليلا إلى أحد المنازل القروية لعدم إثارة الانتباه إلى نشاطهم الإجرامي الخطير، تعرض الصديقان المختطفان لأبشع أنواع التعذيب من طرف عناصر العصابة، التي حبكت سيناريو الاختطاف، بانتحال أعضائها صفة رجال أمن يبحثون عن شخص متهم بقتل شرطي في فرنسا، مبحوث عنه من طرف «الأنتربول» واعائهم أن شخصا من ذوي السوابق القضائية لديه معرفة بأحد التجار الكبار في مدينة فاس، طلب منه تمكينه من كميات مهمة من زيت الزيتون، من أجل تسليمها لأحد التجار في الرباط، حيث تم تحديد لقاء بغرض تسلم البضاعة بالقرب من «مرجان»، في نواحي مدينة فاس، وبالفعل، تقدم ثلاثة أشخاص وباشروا عملية «البيع» مع ابن التاجر، رفقة صديقه المهندس. احتجاز وتعذيب قام الأشخاص الذين ادعوا أنهم رجال أمن بتعصيب أعين الضحايا ونقلهم على متن سيارة من نوع «هونداي» وسيارة أخرى من نوع «ب م x6» إلى منزل يوجد في جماعة «أيت بويحيى الحجامة» وهناك، تم الاحتفاظ بالمختطَفين لمدة أربعة أيام، ذاقا خلالها جميع أشكال التعذيب والاستفزاز والسب والشتم، دون معرفة المكان الذي يوجدان فيه، باعتبار أن أفراد العصابة الإجرامية كانوا يمثلون دور رجال الأمن بطريقة محبوكة ويتبادلون كلمات أمامهما تتداول في «القاموس» الأمني، فاعتقد الضحيتان أنهما فعلا داخل مخفر للشرطة وانطلت عليهما الحيلة والطريقة التي تم اختطافهما بها. خلال اليوم الثاني من الاعتقال والاحتجاز، اتصل أفراد العصابة بالتاجر الثري من هاتف ابنه المختطَف، لطلب فدية قيمتها 150 مليونا لإطلاق سراحه وعدم إصابته بأي مكروه، لكن الأب رفض ذلك الطلب، لتستمر عملية التعذيب لمدة فاقت الأربعة الأيام، ذاق فيها الشابان ما لم يتصوراه في حياتهما وما لم يكن ليخطر على بالهما أبدا، حيث أوضحت المصادر أنهما كانا يضطران إلى «التبول» في ملابسهما، لشدة الخوف والرعب اللذين أدخلتهما العصابة الإجرامية في قلوبهما داخل المنزل المكترى بمبلغ 1500 درهم من صاحبته، التي لا علم لها بما يقع داخله. فدية في مهب الريح أحس أفراد العصابة، أن «الفدية» التي طلبوها من الأب الثري أصبحت بعيدة المنال، وخوفا من انكشاف أمرهم من طرف أهل القرية، قاموا بنقل الضحيتين على متن سيارة أحدهم، بعد إيهامهما بتقديمهما إلى محكمة الاستئناف في القنيطرة، بطلب من النيابة العامة، بحيث صعد أحد أفراد العصابة إلى بهو المحكمة ثم غادرها بعد دقائق معدودة وتم إخبار الشابين المختطَفين بعدم متابعتهما من طرف القضاء، ليتم «التخلص» منهما قرب الولاية، حيث قام الضحيتان مباشرة بعد ذلك بتسجيل شكاية ضد المدعو (ك)، بدون إضافات أخرى لدى عناصر الدرك الملكي في مكناس. وبتنسيق مع الشرطة القضائية والدرك الملكي في تيفلت، وبناء على تصريحات وأقوال الضحيتين، تم التمكن من تحديد هوية الجاني الأول، لتتمكن بعد ذلك التحريات المسترسلة والأبحاث المكثفة من حل «لغز» هذه القضية الشائكة، بعد تحديد هوية أفراد الشبكة الإجرامية الخطيرة، الذين ما زال أغلبهم في حالة فرار منذ انكشاف أمرهم لدى العناصر الأمنية، التي أصدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني بغرض إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة والتحقيق معهم للكشف عن عمليات إجرامية قاموا بها مع أشخاص آخرين، لم تسعفهم الفرصة للنجاة من بطشهم وتهديداتهم أو ربما لقوا حتفهم في ظروف غامضة ومبهمة.