قال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في الحوار الذي نشرناه أمس، إن الذين لا يريدون نشر أسمائهم ضمن لوائح المستفيدين من الرخص «الكريمات» عليهم أن يرجعوها، مضيفا أن الحكومة لا يمكن أن تنبش في الماضي لأنها بذلك لن تعمل على التحضير للمستقبل. رسالة رئيس الحكومة كانت واضحة بالنسبة إلى المستفيدين من الرخص الذين لا يستحقونها، والذين ظلوا يعتاشون على ريع الدولة بالرغم من توفرهم على مداخيل قارة. لكن الرسالة موجهة أيضا إلى أولئك الذين استفادوا ويستفيدون من رخص الصيد في أعالي البحار ورخص استغلال مقالع الرمال، فهؤلاء ظلوا طيلة سنوات، بل ربما عقود، يحتكرون هذا المجال ويغتنون على حساب الدولة والمجتمع، ومنهم من لا يؤدي سنتيما واحدا لخزينة الدولة. يجب أن يتوقف اقتصاد الريع، وأن تكون البداية من الكبار الذين عليهم أن يفهموا أن المغرب أخذ يتغير منذ أن تم التصويت على الدستور الجديد، وأن هناك إرادة قوية للإصلاح من طرف الدولة، لذلك فالمطلوب من هؤلاء الذين جعلوا من الريع مصدر ثراء ونفوذ لهم أن يعيدوا ممتلكات الشعب إلى الشعب، فالمغاربة متسامحون بطبعهم مع من يعلن توبته ويتراجع عن الخطأ، لكنهم لا يغفرون لمن يتمادى في نهب خيرات البلاد. المغاربة يقولون «عفا الله عما سلف»، وهذا المبدأ يجب أن يفهمه أولئك الذين استفادوا من انتشار ثقافة الفساد واقتصاد الريع في وقت من الأوقات، لكي يعيدوا تصحيح وضع مختل استمر لمدة عقود ودفع المغاربة ثمنه باهظا من فقر أبنائهم.