أدانت المحكمة الابتدائية لتيزنيت، أول أمس الثلاثاء، شخصا في الخامسة والخمسين من العمر، بخمسة أشهر نافذة، وغرامة 500 درهم مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى، بتهمة السب والقذف وزعزعة الهدوء المفروض توفيره في أماكن العبادة، واستعمال مكبر الصوت الخاص بالمسجد لإذاعة الموسيقى وشتم النساء. وتعود تفاصيل القضية إلى توالي اعتداءات المتهم ( آ. ح) على ساكنة دوار «إحاصرن» بجماعة تافراوت المولود، التابعة لدائرة أنزي بإقليم تيزنيت، حيث عمد المتهم إلى قطع الطريق بالأحجار وترويع عدد من السكان وتهديدهم بواسطة السلاح الأبيض، فضلا عن مهاجمة وليمة أقيمت بنفس الدوار، بدعوى عدم توجيه دعوة خاصة تسمح له بالحضور، كما اتُّهِمَ بالاستيلاء على مكبر صوت بمسجد الدوار، وإذاعة كلام نابي في حق النساء اللائي وصفهُنَّ بأقبح النعوت، فضلا عن إذاعة أغنية للرايسة فاطمة تبعمرانت بنفس المسجد. وخلال جلسة المحاكمة المثيرة بابتدائية تيزنيت، مَثُلَ المتهم في حالة اعتقال، كما حضر 13 شخصا بينهم امرأة واحدة، ينحدرون جميعا من نفس الدوار أمام المحكمة باعتبارهم شهودا على الأعمال التي تورط فيها المتهم، وعلى رأسها تورطه في السرقة وهدم حائط الطريق العمومية، وإيقاد النار بعدد من الأماكن، فضلا عن إطلاقه شريطا غنائيا للفنانة الأمازيغية بمسجد الدوار. وأكد المشتكون أن المتهم المعروف بسوابقه في السرقة «يتحدى الجميع ولا يُعِيرُ اهتماما للقانون ولا للاحترام الواجب توفيره للعائلة ولسكان المنطقة». من جهته، أنكر المتهم (آ. ح) جميع التهم المنسوبة إليه، مقرا في الآن نفسه باستعمال مكبر الصوت الخاص بالمسجد قبل 7 سنوات (أي منذ سنة 2005)، موضحا أنه كان مريضا حينها، كما تساءل عن سبب تأخر الشهود في الإدلاء بشكاياتهم، متهما إياهم بالكذب واختلاق التهم الموجهة إليه، كما أوضح أن السبب في الخلاف مع المشتكين يعود، حسب قوله، إلى عدم وفائهم بتسديد مبلغ 5 آلاف درهم الخاص بمستحقات بيع قطعة أرضية خاصة به، وهو ما نفاه بعض الشهود، قائلين إنهم لم يكونوا على علم بهذا الأمر على الإطلاق، وكان لافتا تهديد المتهم الوارد في محاضر الدرك الملكي والنيابة العامة، بأنه سيقوم بذبح جميع المشتكين الذين قادوه إلى السجن بتهم اعتبرها «ملفقة وغير صحيحة».