حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة «إيكس أونبروفنس» بفرنسا. ولأنه يتقن اللغة العربية فقد كان الإماراتيون، عندما كان سفيرا هناك، يلقبونه ب«الفقيه». ورغم أنه ازداد بوجدة ونشأ بها وترأس مجلسها البلدي لسيدي زيان، فإن الرجل أمازيغي حتى النخاع ويتحدر من عائلة بمنطقة سوس. اختار الملك محمد السادس قياديا في التجمع الوطني للأحرار، هو عزيز الحسين (65 سنة)، للتكفل بتربية وتعليم ابنه ولي العهد الأمير مولاي الحسن الذي التحق، مع بداية الموسم الدراسي الحالي، بالمدرسة المولوية بالقصر الملكي بالرباط في قسم لا يتعدى عدد تلاميذه خمسة. وكان أول قرار اتخذه عزيز الحسين، الذي شغل منصب وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري في حكومة عبد الرحمن اليوسفي، مباشرة بعد تعيينه مديرا للمدرسة المولوية هو أنه جمد عضويته في المكتب التنفيذي لحزب الأحرار بهدف التفرغ الكامل لمهمته الجديدة المرتبطة بإعداد «الحاكم القادم» للمملكة. فمن هو عزيز الحسين الذي أسند إليه محمد السادس مهمة تعليم وتربية الأمير مولاي الحسن أو «سمية سيدي»، وهو اللقب الجديد الذي طلب من زملائه الأربعة في القسم أن ينادوه به؟ مصدر مطلع يؤكد ل«المساء» أن عزيز الحسين معروف لدى الأمراء والأميرات. وابتدأت هذه المعرفة مبكرا عندما كان الحسين مديرا لثانوية «دار السلام» بالرباط التي درس بها نوفل عصمان، نجل الراحلة الأميرة للا نزهة، عمة الملك محمد السادس وزوجة أحمد عصمان الرئيس المؤسس للتجمع الوطني للأحرار. ويعتبر العديد من قياديي الأحرار أن عزيز الحسين هو واحد من رجال عصمان والمخلصين له، بل إن هناك من يعتبره أيضا واحدا من ضحايا هذا الإخلاص عندما ألغي مقعده البرلماني في بداية التسعينيات عن دائرة نيابية في وجدة، مسقط رأسه، بقرار من المجلس الدستوري، يقول البعض إن الراحل إدريس البصري كان وراءه بعد امتناع الأحرار عن التصويت لفائدة جلال السعيد رئيسا للبرلمان. وكان عزيز الحسين يشغل وقتها منصب رئيس للفريق النيابي للأحرار بمجلس النواب خلفا للعلوي الحافظي الذي أزاحه عصمان من رئاسة الفريق لأنه دافع عن أطروحة البصري في أن يرأس جلال السعيد، عن الاتحاد الدستوري، مجلس النواب، فيما كان عزيز الحسين مع أطروحة عصمان الرامية إلى بقاء الأحرار في خانة أحزاب الوسط. وهي الأطروحة التي أغضبت الملك الراحل الحسن الثاني وقال في خطاب اعتبر بمثابة رد على صهره عصمان الذي امتنع نوابه عن التصويت لفائدة جلال السعيد: «إنه لا وجود لأحزاب الوسط في المغرب وإن الحل هو تشكيل قطبين سياسيين». وبالفعل، فقد تحققت رغبة الملك بعد خطابه الغاضب وتأسس قطبان هما الوفاق والكتلة، لكن بدون حزب الأحرار. بعض العارفين بشؤون الأحرار يقولون إنه لو لم يساند عزيز الحسين أطروحة عصمان الداعية إلى ضرورة الحفاظ على مسافة بين الحزب ووزارة الداخلية، لكان مسار الرئيس الحالي للأحرار مصطفى المنصوري اتخذ وجهة أخرى، لأن عصمان، بعد خلافه مع البصري، اضطر إلى الاستعانة بخدمات المنصوري، المحسوب على القصر الملكي، بعد إلغاء مقعد عزيز الحسين من البرلمان. ويتقن عزيز الحسين اللغة العربية ويتحدث بها بطلاقة رغم أنه حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة «إيكس أونبروفنس» بفرنسا. ولأنه يتقن اللغة العربية فقد كان الإماراتيون، عندما كان سفيرا هناك، يلقبونه ب«الفقيه». ورغم أنه ازداد بوجدة ونشأ بها وترأس مجلسها البلدي لسيدي زيان، فإن الرجل أمازيغي حتى النخاع ويتحدر من عائلة بمنطقة سوس. واشتغل عزيز الحسين أستاذا في سلك التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط (رئيس لجنة مباراة التبريز في الترجمة منذ 1994). كما تقلد مناصب مدير ثانوية، ثم مدير المدرسة العليا للأساتذة بوجدة، ثم مندوب وزارة التربية الوطنية بالرباط، ثم عين عضوا بديوان وزير التربية الوطنية، قبل أن ينتهي مديرا للتعليم الأساسي.