استقبل الملك محمد السادس مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، بعد ظهر أمس الأربعاء، في أجواء استثنائية تليق ب»الضيوف الكبار»، الرئيس التونسي منصف المرزوقي، الذي حل بالمغرب في زيارة عمل. وقد كانت واضحة الأهمية القصوى التي يوليها المغرب لهذه الزيارة، حيث كان الملك مصحوبا في هذا الاستقبال بوفد رسمي مهم ضم كلا من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وكريم غلاب، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، إضافة إلى مستشاري الملك وأعضاء الحكومة والحاجب الملكي ومؤرخ المملكة٬ وعميد السلك الدبلوماسي المعتمد في الرباط ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة في المغرب وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والعديد من الشخصيات، فيما كان الرئيس التونسي مصحوبا بوفد من كبار المسؤولين التونسيين. بعد ذلك، أجرى الملك محمد السادس، في الديوان الملكي بالرباط، مباحثات مع المرزوقي تناولت تعزيز روابط التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل النهوض باتحاد المغرب العربي. ويترقب الملاحظون أن تعطي الزيارة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، باعتبار «الحميمية التي تربط الرئيس التونسي بالمغرب» كما صرح بذلك هو نفسه لوسائل الإعلام، إضافة إلى المساهمة في النهوض بالوضع المغاربي و»تفعيل اتحاد المغرب العربي، بدوله الخمس» التي قال الرئيس التونسي، في تصريحات صحفية، إنها «مثل اليد الواحدة التي لا تشتغل إلا بأصابعها مجتمعة، وكل أصبع في حاجة إلى الأصابع الأخرى»، مشيرا إلى أن مستقبل هذه البلدان مجتمعة يكمن في الاتحاد المغاربي، وأعرب في هذا السياق عن رفضه «إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، لأن ذلك أمر غير طبيعي». وبخصوص قضية الصحراء، أوضح المرزوقي أن هناك اليوم تغييرا في العقليات بحكم الربيع العربي، وثمة إعادة تقييم ووعي بأن القضية لا يمكن أن تشكل عائقا في وجه اتحاد المغرب العربي، ملمحا إلى إمكانية إيجاد حل لها. وقال إنه في ظل المناخ الجديد، الذي يسود المنطقة، بفعل استعادة ثقة الشعوب والنفس الجديد الذي خلقه الربيع العربي، «سوف نجعل من سنة 2012 سنة اتحاد المغرب العربي».