لمعرفة كل ما يتعلق بالمرارة والحصى الذي يتشكل بداخلها، يسلط عليهما عمر بنعبد الجليل، الأخصائي في الأمراض الباطنية، الضوء في هذا اللقاء الطبي. ما هو الدور الذي تلعبه المرارة؟ للمرارة دور كبير في عملية الهضم، فالكبد يفرز «العصارة المرارية»، تقوم المرارة بتخزينه في انتظار استعماله في عملية الهضم. وصول المواد الغذائية إلى الجهاز الهضمي، وخصوصا منها المواد الذهنية، يرسل إشارة إلى المرارة التي تضخ الإفرازات المرارية في الجهاز الهضمي عبر القناة المرارية الرئيسية «CHOLEDOQUE»، لذلك فقبل الأكل، تكون المرارة ممتلئة وبعده فارغة. سنتكلم عن ظاهرة الحصى، الذي يتكون غالبا داخل المرارة، ويمكن أن يتحول منها إلى القناة المرارية الرئيسية. من هم الأكثر إصابة الرجال أم النساء؟ -نجد الحصى في المرارة لدى النساء أكثر من الرجال، فعند النساء يقدر ب20 في المائة وعند الرجال بحوالي 10 في المائة. ونادرا ما يوجد الحصى لدى من هم أقل من 10 سنوات، بينما نجده خصوصا في الفترة العمرية ما بين 50 و60 سنة. -ما هي عوامل تكون حصى المرارة؟ -هناك عوامل إثنية (ethniques) حيث نجد الحصى في المرارة عند زنوج أمريكا الشمالية وسكان الشيلي وبعض الدول الإسكندنافية. هناك عوامل عائلية، حيث نجد في بعض العائلات عدة أفراد مصابين بهذه الظاهرة، ويمكن تفسير هذا بخلل جيني. ومن الأسباب، أيضا، عامل السمنة، خصوصا حين يتجاوز الوزن الحد الأقصى ب20 في المائة. من نتن الأسباب، كذلك، بعض أنواع الحميات وتعاطي بعض الأدوية، كهرمون الأستروجين (pellule) والأدوية المستعملة ضد الدهنيات. -كيف يتكون الحصى في المرارة؟ السبب الرئيسي هو زيادة نسبة الكولسترول في العصارة المرارية (وليس في الدم). تنتج عن ذلك تكون حجيرات رقيقة جدا (microcristo) تلتحم ببعضها لتكون حجيرات أكبر حجما. ما هي أعراضها؟ -لا يسبب الحصى أعراضا إلا عندما يسد مدخل القناة المرارية أو يؤدي إلى انسداد القناة المرارية الرئيسية أو البنكرياس في بعض الحالات. يجب أن ننبه إلى أن الحصى في المرارة لا يسب أي أعراض في ما يناهز 80 في المائة من الحالات. 20 في المائة فقط من المصابين يشعرون بأعراض، منها آلام حادة ومفاجئة (colque ephatique) مباشرة بعد الأكل، وخاصة الوجبات الدسمة. تبدأ الأوجاع في يمين الجزء الأعلى للبطن، وقد تلتف إلى الظهر أو عظم الكتف الأيمن، وتصاحب الآلام أحيانا حمى وغثيان وقيء. ونجد كذلك حالات سوء هضم و»مْرورة» صباحية في الفم. وفي حال اختناق القناة المرارية الرئيسية، يتحول لون البشرة وبياض العينين إلى الأصفر (اليرقان). -ما هي نتائج التأخر في التشخيص؟ -يؤدي التأخر في التشخيص إلى التهابات حادة وإلى تعفن المرارة، وهو ما يشكل حالة استعجالية جراحية تستوجب إدخال الشخص إلى المستشفى من أجل إجراء تحاليل وفحوص دقيقة. -كيف يتم التشخيص؟ -التشخيص يتم غالبا بالفحص بالصدى (ecographie) الذي يمكننا من فحص المرارة والقناة المرارية الرئيسية والبنكرياس. في بعض الحالات، نحتاج إلى الفحص بالرنين المغناطيسي للتأكد من وجود حصى في القناة المرارية الرئيسية. وما هي العلاجات المقترحة؟ 80 في المائة لا يشعرون بأعراض وبالتالي تجب مراقبتهم فقط، وفي الحالات الأخرى، تكون الجراحة الطريقَ الوحيد للعلاج إما بالطريقة الكلاسيكية أو بواسطة المنظار. وهنا تجب الإشارة إلى أن للجراحة بالمنظار إيجابيات كبيرة، منها قصر مدة الاستشفاء وتمكن المريض من مباشرة الأكل مبكرا، كما أن الجراحة بالمنظار لا تترك ندوبا في البطن. في الأخير، تحتاج حالات اختناق القناة المرارية الرئيسية، أحيانا، إلى عملية تسريح هذه القناة بواسطة المنظار الداخلي.