احتضنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، طيلة ثلاثة أيام انطلاقا من يوم الأحد، 29 يناير الأخير إلى غاية ال31 الدورة الجهوية الثانية لبرلمان الطفل، التي حول موضوع»الصحة الجسدية والعقلية للطفل». وقد افتتحت أشغال الدورة الطفلة البرلمانية وفاء رابحي، عضو لجنة التحكيم الوطنية من نيابة وجدة -أنجاد، بكلمة مقتضبة رحّبت فيها بضيوف الدورة، فيما تكلف الطفل البرلماني هشام برمضان بقراءة تقرير حول أنشطة المرصد بين الدورتين. ومن جهته، أشاد محمد أبو ضمير، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، ب«الأدوار التي يقوم بها برلمان الطفل باعتباره جهازا أساسيا لتنفيذ اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل، التي وقع عليها المغرب عام 1993، فضلا على كونه إطارا يتيح لعدد من الأطفال، من مختلف أنحاء المملكة، إمكانية الالتقاء والتشاور والتعبير عن آرائهم ومساءلة أعضاء الحكومة بشأن عدد من القضايا الوطنية، خاصة تلك التي تهم الطفولة». كما يتوخى هذا الإطار، حسب أبو ضمير، «المساهمة في ترسيخ ثقافة المواطنة وقيّم الديمقراطية لدى الأجيال الصاعدة، من خلال تنمية وعيها بحقوقها وواجباتها، كما يهدف إلى إتاحة الفرصة لمجموعة من الأطفال لإثارة انشغالات الطفولة المغربية وحاجياتها». وأضاف مدير الأكاديمية أن مثل «هذا الإطار يساهم في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق الطفل داخل المؤسسات التعليمية والتربوية، من أجل تكوين مواطن متوازن مشبع بقيّم حقوق الإنسان، قادر على رفع التحديات وكسب الرهانات والمساهمة في البناء والتعايش مع الآخر في أمن وسلم وتسامح وتضامن بشكل يساعد بلادنا على تقوية بنياتها الديمقراطية والحقوقية وتكريس المواطنة الحقة وتعزيز مكتسباتها في هذا المجال، خاصة في فترة يزداد فيها التفاف المغاربة حول مشروعهم المجتمعي الديمقراطي الحداثي وتحصين مكتسباته.. فترة تركز فيها الحكومة ومختلف الفاعلين على حقوق الإنسان على مستوى الممارسة اليومية والإنجازات والبرامج، باعتبارها مدخلا أساسيا وأداة فاعلة لدعم التحول الذي تعيشه بلادنا». وشدد سعيد راجي، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، على أهمية هذه الدورة، باعتبارها «تندرج في إطار الإستراتيجية التي ينهجها المرصد الوطني لحقوق الطفل، لتفعيل حقيقي لبرلمان الطفل محليا ووطنيا ودوليا»، حيث سيتلقى الأطفال البرلمانيون تكوينا حول الأبعاد الحقوقية والاجتماعية والتربوية لاتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل وميثاق برلمان الطفل، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب الصحي الجسدي والعقلي. وأضاف المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل أن «على برلمان الطفل، كما رسم معالمه الملك محمد السادس في نص الرسالة المولوية الموجهة للمشاركين في الدورة الوطنية السادسة لبرلمان الطفل يوم 15 نونبر من سنة 2008 في الرباط أن يصبح مدرسة للتربية على المواطنة والديمقراطية وقوة اقتراحية في كل ما يرتبط بتدبير الشأن العام، كما يُشكّل تجربة واعدة في مجال التنشئة الاجتماعية والالتزام بحقوق وواجبات الإنسان وترسيخ الوعي بفضائل الحوار والتعايش والتشبّع بثقافة الانفتاح والتسامح ونبذ كل أشكال التطرف والإقصاء والانغلاق».. وقد شارك في هذه الدورة الجهوية الثانية لبرلمان الطفل، المنظم من لدن المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت رئاسة الأميرة للالة مريم رئيسة المرصد بالتعاون مع أكاديمية الجهة الشرقية وأكاديمية جهة تازةالحسيمة تاونات حول موضوع «الصحة الجسدية والعقلية للطفل»، 42 طفلا، من بينهم 30 طفلة من الأطفال البرلمانيين المنتمين إلى الأكاديميتين، بحضور ممثلي السلطات والنواب الإقليميين لوزارة التربية الوطنية.