كشف مصدر مطلع أن شيوخ السلفية الثلاثة المفرج عنهم، يوم السبت الماضي، سيشتغلون من داخل المؤسسات القائمة، مضيفا أن موقف السلطة كان إيجابيا في أول اختبار من خلال ترخيص السلطات المحلية لمدينة تطوان للشيخ عمر الحدوشي، مساء أول أمس الأحد، بإقامة حفل بمناسبة خروجه من السجن بقصر الشموع بمارتيل. وفي سياق متصل، علمت «المساء» من مصدر مسؤول داخل «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح» أن قيادات الحركة, التي تضم فعاليات تنتمي إلى التيار السلفي المغربي, ستعرض خلال الأيام المقبلة على الشيوخ الذين غادروا السجن يوم السبت الماضي الانضمام إليها، وأوضح المصدر أن مسؤولي الحركة سيعرضون على الشيوخ الورقة المذهبية التي تم تجهيزها، إضافة إلى جميع الأوراق المتعلقة بالحركة. ومن جانبه، علق الشيخ عمر الحدوشي بخصوص عزمه، إلى جانب باقي الشيوخ، الانضمام إلى «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح» أنه خرج لتوه من السجن ومازال لم يأخذ حتى كفايته من النوم، مضيفا أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل الحسم في الأمر . ومن جهته، أكد الشيخ حسن الكتاني، أنه على علم بمبادرة تأسيس «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح»، مضيفا أن مسألة الانضمام إليها أمر مازال قيد الدراسة ولم يقرر فيه بعد لأنه خرج من السجن للتو وهذه المسألة تحتاج إلى دراسة ويلزم بعض الوقت لاتخاذ القرار المناسب، لأن مثل هذه الأمور لا تخضع للارتجال وإنما لكثير من النظر والتفكير. وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع على ملف الحركة السلفية في المغرب أن هناك قواسم مشتركة كبيرة بين المشايخ والقائمين على التهييء للأرضية التي أسست من أجلها الحركة كتنظيم يضم السلفيين المغاربة بمختلف تلاوينهم، موضحا أن كثيرا من القائمين على الحركة الجديدة كانوا تلاميذ الشيوخ المفرج عنهم داخل السجون. واعتبر مصدر «المساء» أن «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح» تحتاج إلى دعم معنوي وعلمي سيوفره لها المشايخ، كماأن انخراط المشايخ في الحركة سيضمن انخراط أغلب معتقلي التيار السلفي الذين ما زالوا داخل السجون. وشدد المصدر ذاته على أن الإفراج عن الشيوخ وانخراطهم في تنظيم «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح» سيمكن من دخول باقي المعتقلين، الذين لا يزالون داخل السجون في مراجعات فكرية تمكنهم من مغادرة أسوار السجون بعد بادرة حسن النية التي قدمتها الدولة بالإفراج عن الشيوخ الثلاثة. إلى ذلك، اعتبر البيان التأسيسي للحركة أن الخيار الإسلامي السلفي المعتدل هو الكفيل والضامن لإيجاد الصوت الصادق المعبر عن رؤاه وتطلعاته، موضحا أن إنشاء الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح كحركة دعوية أو تيار شبابي إصلاحي يعتمد المنهج الإسلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة على جميع الأصعدة الدعوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتقوم أهداف الحركة على القيام بإصلاح أسلوب التغيير الدعوي لدى التيار السلفي، بإيجاد صوت يعبر عنه في الحقل الدعوي والسياسي الحالي، وترشيد العمل السياسي الإسلامي لدى التيارات الإسلامية لكي يتوافق مع الثوابت الشرعية.