أعطى مجلس المنافسة الضوء الأخضر أخيرا لشركة «لوسيور كريسطال»، التابعة للشركة الوطنية للاستثمار، للبدء في تنفيذ عملية تفويت حصة 41 في المائة من رأسمالها للشركة الفرنسية «صوفيبروتيول»، ليصبح بذلك الفاعل الفرنسي في صناعة الزيوت والدهنيات النباتية المساهم الرئيس في رأسمال «لوسيور كريسطال». واستجاب بذلك المجلس للطلب الذي تقدم به «لوسيور كريسطال» في شهر شتنبر الماضي من أجل الحصول على الترخيص الضروري للشروع في تنفيذ عملية التفويت سالفة الذكر، حيث اعتبر المجلس أن هذه العملية «لا تمس بالتنافسية داخل قطاع الزيوت بالمغرب». ورغم أن هذا الترخيص يعتبر خطوة هامة قبل إتمام مساطر هذه الصفقة، فإن «لوسيور كريسطال» ستكون مضطرة لانتظار ترخيص كل من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ومجلس أخلاقيات القيم المنقولة ببورصة الدارالبيضاء، وينتظر أن يتم الحصول على الرخصتين المتبقيتين في الفترة المقبلة في ظل توقعات بإمكانية إتمام هذه العملية في الفصل الأول من السنة الجارية. وكانت الشركة الوطنية للاستثمار أعلنت في يونيو الماضي تفويتها 41 في المائة من حصتها من رأسمال «لوسيور كريسطال» البالغة 76 في المائة، مقابل غلاف مالي وصل إلى 130 مليار سنتيم بمعدل 115 درهما للسهم الواحد، علما بأن «لوسيور كريسطال» أنهت النصف الأول من السنة المنصرمة بتسجيل ارتفاع في رقم المعاملات بنسبة تقدر ب2 في المائة في انتظار الكشف عن حصيلة الشركة برسم سنة 2011. وينتظر أن تباشر الشركة الوطنية للاستثمار طرح النسبة المتبقية من حصتها من رأسمال «لوسيور كريسطال» المحددة في 35 في المائة في بورصة الدارالبيضاء بهدف تكثير الأسهم العائمة للشركة. ويتوقع أن تتم هذه العملية على دفعتين. إذ ستكون الدفعة الأولى حكرا على الفاعلين المؤسساتيين في محاولة من الشركة للتوفر على مساهمين مرجعيين وضمان التحكم في الشركة. في حين تتكون الدفعة الثانية من مستخدمي الشركة وعموم الراغبين في امتلاك أسهم في رأسمال «لوسيور كريسطال». وكانت الشركة الوطنية للاستثمار كشفت في بيان مشترك مع «صوفيبروتيول» أن هذه العملية تندرج في إطار إعادة تنظيم الشركة بتطويرها من مجموعة عملياتية إلى شركة استثمار مالكة لمحفظة قيم وأن هذا التطور سيكون جليا في أسهمها العائمة في البورصة. في حين قالت الشركة الفرنسية إن حصولها على 41 في المائة من رأسمال «لوسيور كريسطال» من شأنه أن يمكنها من متابعة إستراتيجيتها الدولية، المركزة أساسا على المنطقة المتوسطية، وتصبح رائدة في سوق الزيت الغذائية بالمغرب.