لم تخل نتائج الجولة الأولى لمباريات الدور الأول في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون، من المفاجآت التي أطلت برأسها منذ اليوم الأول للبطولة وتمثّلت بفوز منتخب غينيا الاستوائية المغمور على نظيره الليبي، وكذلك خسارة منتخب السنغال القوي أمام زامبيا. ودخل فوز منتخب مالي على غينيا لحساب المجموعة الرابعة تحت إطار المفاجآت في ظل امتلاك المنتخب الغيني لتشكيلة قوية، بعكس المنتخب المالي الذي يشارك في البطولة بغياب أبرز نجومه الذين آثروا الاعتزال وعلى رأسهم فريدريك عمر كانوتيه. ورغم أن المنتخب المغربي كان مرشحاً بقوة لتخطي عقبة نظيره التونسي، خلال لقائهما ضمن المجموعة الثالثة، فإن فوز «نسور قرطاج» لا يراه المراقبون مفاجأة على اعتبار أنه منتخب قوي ومنظم ومرشح دائم للفوز بالبطولة، فضلاً عن علو كعبه في الآونة الأخيرة على «أسود الأطلس». وجاءت النتائج الأخرى طبيعية، فكوت ديفوار هزمت السودان بهدف نظيف حمل إمضاء النجم المخضرم ديديه دروغبا، وكان من الممكن أن تُسجّل هذه المباراة التي لُعبت لحساب المجموعة الثانية، مفاجأة مدوية، إذ كان «صقور الجديان» على وشك الخروج بنتيجة التعادل وربما الفوز، لولا إهدارهم للفرص السهلة التي فوّتت عليهم الخروج بنقطة واحدة على الأقل من المباراة. وحذت غانا المرشحة بقوة أيضاً للذهاب بعيداً في البطولة، حذو كوت ديفوار وتونس، وحققت فوزاً عسيراً على بوتسوانا بهدف دون مقابل ضمن المجموعة الرابعة، ليؤكد منتخب «النجوم السوداء» بقيادة الأخوين «آيو» عزمه المضي قدماً نحو التتويج باللقب. وبدوره، حسم منتخب أنغولا مواجهته المتكافئة مع بوركينا فاسو وفاز بهدفين مقابل هدف واحد ضمن المجموعة الثانية، بينما حقق منتخب الغابون أحد مستضيفي البطولة النتيجة الأكبر في الجولة الأولى وفاز على النيجر بهدفين دون رد لحساب المجموعة الثالثة. حصيلة الأهداف في هذه الجولة كانت هزيلة، حيث سُجل 15 هدفاً في ثماني مباريات، أي أن متوسط الأهداف في المباراة الواحدة لم يتجاوز 1.88 هدفاً، إلا أن الجولات الأولى عادة ما تشهد مثل هذه النسبة قبل أن ترتفع بشكل واضح في المراحل التالية، لذلك يُنتظر أن تكون المرحلة الثانية عامرة بالأهداف. ومثلما كانت نسبة الأهداف هزيلة في هذه الجولة، فإن الأداء إجمالاً لم يكن أحسن حالاً، ولم تُقدم غالبية المنتخبات عروضاً جيدة، ولعل المفارقة تكمن في أن المنتخب المغربي الذي خسر أمام تونس كان الأفضل من حيث الأداء بحسب المراقبين، فهو ظهر بصورة مميزة وهيمن تماماً على المباراة، لكنه أخفق في تحويل تلك الأفضلية إلى أهداف بسبب تسرع مهاجميه، في وقت تلقت شباكه هدفين من خطأين فادحين لمدافعيه. وخلال المباريات الثماني في البطولة أشهر الحكام 27 بطاقة صفراء، كان أكثرها خلال «الديربي» العربي بين المغرب وتونس، وكان نصيب «نسور قرطاج» منها أربعة، مقابل ثلاثة للمغرب بينما لم ترفع البطاقة الحمراء سوى مرة واحدة، وكانت في وجه مدافع وقائد منتخب غانا جون منساه، الذي سجل بالمناسبة هدف فوز بلاده على بوتسوانا. ومن المتوقع أن تشهد الجولة الثانية التي تنطلق اليوم مباريات قوية، وستعمل خلالها المنتخبات التي أخفقت في الجولة الأولى على التعويض، فمنتخب ليبيا يريد مداواة جراحه أمام زامبيا رغم صعوبة المهمة، كون منتخب «الرصاصات النحاسية» يدخل مباراة اليوم منتشياً من فوزه على السنغال. وتبدو مهمة تونس سهلة في تجاوز عقبة النيجر، بينما يتعيّن على المغرب نسيان الخسارة أمام تونس والفوز على الغابون التي ستلعب مدعومة من أكثر من 40 ألف متفرج يُتوقّع أن يحتشدوا في ملعب «السلام» وسط العاصمة ليبروفيل. ويلتقي الجريحان غينيا وبوتسوانا في مباراة لا بد من فائز خلالها إن أرادا التقدّم في البطولة، بينما يُنتظر أن تحمل مباراة غانا مع مالي الكثير من الندية والإثارة بعدما حقق كلاهما الفوز في الجولة الأولى.