قال مصدر مهني رفيع إن الأمطار الأخيرة التي عرفها المغرب في السادس عشر والسابع عشر من يناير الجاري كان لها أثر إيجابي على وضعية المساحات المزروعة بالحبوب وأشار المصدر ذاته إلى أن تلك التساقطات الأخيرة رفعت من معنويات المزارعين الذين قاموا بزراعة الحبوب بعد الأمطار التي عرفها المغرب في أكتوبر الماضي. وعبر المصدر عن تطلع المزارعين إلى موجة جديدة من التساقطات المطرية في الأيام القادمة، غير أن مديرية الأرصاد الجوية أكدت أن لا تساقطات قي الأفق خلال الأيام التي تغطيها توقعات المديرية. وكانت العديد من التقارير أشارت إلى أن التساقطات المطرية خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر الجاري تكتسي أهمية بالغة، بالإضافة إلى أمطار شهر مارس. وذكرت وزارة الفلاحة والصيد البحري في بلاغ لها أن التساقطات الأخيرة ليومي 16و17 يناير الماضي كان لها تأثير إيجابي على وضعية المزروعات، خاصة الحبوب الخريفية، حيث استقبلت المناطق المزروعة بالحبوب تساقطات تراوحت بين 10 و15 مليمترا. وأشارت الوزارة إلى أن متوسط التساقطات المطرية في المغرب وصل إلى حدود السابع عشر من يناير الجاري إلى 148 مليمترا بانخفاض بنسبة 27 في المائة مقارنة بالمعدل العادي المحدد في 203 مليمترات. وقالت الوزارة إن التساقطات الأخيرة عززت الأمل في موسم فلاحي جيد إذا تواصلت التساقطات خلال الأسابيع القادمة، غير أن مصدرا مهنيا مطلعا أكد على أنه بالوتيرة الحالية للتساقطات يرتقب أن يكون الموسم الفلاحي عاديا. وأكدت الوزارة على أن الظروف الجوية الملائمة لانطلاق الموسم الفلاحي الحالي شجعت الفلاحين على حرث 5.5 ملايين هكتار، من بينها 4.7 ملايين هكتار بذرت في تاريخ الخامس عشر من يناير الجاري.وأضافت أن 70 في المائة من المساحة المبذورة تعتبر جيدة و23 في المائة متوسطة و7 في المائة سيئة. وكان تقرير للملحق الزراعي لوزارة الخارجية الأمريكية في المغرب لاحظ أن موسم الزراعة الحالي «تأخر» نظرا لهطول أول أمطار غزيرة في الأسبوع الذي بدأ في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن الأمطار الغزيرة من سبتمبر إلى منتصف أكتوبر كانت أقل من المستويات العادية بنحو 74 في المائة وأقل بنسبة 89 في المائة مقارنة بنفس الفترة عن العام الماضي. وقبل التساقطات المطرية الأخيرة أدى المغاربة صلاة الاستسقاء استدرارا للمطر، وهي المرة الأولى التي يعمد فيها إلى صلاة الاستسقاء منذ سنة 2007، حيث قالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن تلك الصلاة تقام كلما انحبس المطر»، «تضرعا إلى الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد وينزل الغيث ويحيي به الأرض وينبت به الزرع ويدر به الضرع ليكون خيرا ورحمة».