في الوقت الذي يواصل فيه المنتخب الوطني لكرة القدم استعداداته لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي ستنطلق يوم السبت المقبل بغينيا الاستوائية والغابون، عقد مكتب جامعة كرة القدم يوم الجمعة الماضي واحدا من اجتماعاته القليلة. المثير في هذا الاجتماع الذي التأم بعد سنة على آخر اجتماع عقدته الجامعة، أن هناك من تحدث عن تلويح أحمد غيبي رئيس لجنتي البرمجة والتحكيم باستقالته من مهامه، وكذا عن خلاف بين أعضاء المكتب الجامعي حول هوية العضو الذي سيشغل مهمة رئيس الوفد، وكذا عن خلافات أخرى ألقت بظلالها على الاجتماع. وإذا كان غيبي نفى بشكل قاطع أن يكون تقدم باستقالته، إلا أنه كما يقال فلا دخان بدون نار، علما أنه من المؤكد أن اجتماع المكتب الجامعي مر بهدوء، لأن أغلب الأعضاء، حتى وإن كانت لديهم ملاحظاتهم حول سير العمل في الجامعة، فإنهم يكتفون بإثارتها عن بعد، دون أن تكون لهم الجرأة للحديث عنها بوجه مكشوف، فسحر كرسي عضوية المكتب الجامعي لا يقاوم، وسحر الاقتراب من صناع القرار له وقعه الخاص أيضا. قبل اجتماع المكتب الجامعي، كان هناك حديث عن رفض أعضائه تعيين طارق ناجم في منصب الكاتب العام، والسبب بحسبهم أن ناجم الذي لا تربطه بالرياضة، إلا ممارسته للعبة التنس عندما كان موظفا في أحد الأبناك، ليس مؤهلا لشغل هذا المنصب. الغريب أنه في اجتماع المكتب الجامعي، لم يثر أي من الأعضاء الحاضرين هذه النقطة، ولم يطالب أي منهم بتوضيحات حول أسباب التعيين وظروفها، بل إن الجميع ابتلعوا ألسنتهم، وكأن شيئا لم يقع، وكأن الضجة التي رافقت التعيين جعجعة بلا طحين. في البلدان المتقدمة كرويا، نادرا ما يخرج أعضاء المكاتب الجامعية إلى العلن، فهم يشتغلون بصمت، دون بحث عن الأضواء أو سعي إليها، لأن النجاح الحقيقي هو عندما تنجح منتخبات بلدانهم في إحراز الألقاب. لدينا نحن، تبدو الصورة مختلفة، فتعيين كاتب عام للجامعة، أصبح حدثا، مع أنه في حقيقة الأمر لا حدث، و تعيين رئيس وفد المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس إفريقيا بات يسيل الكثير من المداد، مع العلم أن الجامعة تتحمل بدورها نصيبا من المسؤولية، لأنها عندما بحثت عن عفو من طرف الاتحاد الإفريقي للعضو الجامعي كريم العالم من تهمة سب حكم مباراة الجزائر والمغرب بعنابة، بدا أنها تسعى للحصول عليه لتمنحه رئاسة الوفد، وليس للدفاع عن صورة المغرب في الكاف. أعضاء المكتب الجامعي أصبحوا يملؤون بياض الصحف أكثر من اللاعبين والمدرب، كما لو أنهم هم الذين سيحرزون الأهداف في مرمى المنافسين. عندما يحدث ذلك فثمة خلل ما.