فتحت العبارات التي استعملها المدرب الوطني المستقيل، عبد الحق بن شيخة، لحظة إلقائه خطاب الوداع للاعبين في فندق الذي كان يقيم به الوفد الجزائري، وهو يذرف الدموع، ساعتين بعد نهاية مهزلة مراكش، باب التأويلات واسعا، لاسيما عندما قال لهم، حسب مصدر حضر الاجتماع، بصريح العبارة ''نوّكل ربي على كل من لم يعمل معي بإخلاص''. تصريحات المدرب الجزائري المستقيل عبد الحق بن شيخة في الندوة الصحفية التي أعقبت الهزيمة الثقيلة أمام المغرب، وكذا خطاب الوداع الذي ألقاه على اللاعبين، جعلت العديد من المتتبعين يشتمون رائحة المؤامرة، وكأن في الأمر ''إن''، خاصة أن مؤشرات عديدة أظهرت للجميع، خلال ال90 دقيقة، أن المنتخب المغربي لم يكن بالمنتخب القوي، بل المنتخب الجزائري هو الذي بدا ضعيفا إلى درجة لم يتوقعها رفاق مروان الشماخ، بشهادات جميع اللاعبين الذين التقتهم الصحافة الجزائرية بعد المقابلة في غرف تغيير ملابس بملعب مراكش. بعد أن صرح في الندوة الصحفية أنه يفضل تحمل المسؤولية بمفرده وتجنيب اللاعبين المسؤولية حفاظا عليهم، قال بن شيخة للعناصر الجزائرية في الفندق: ''ليعلم الجميع أنني عملت بكل إخلاص وضحيت بكل ما أملك لإنجاح مهمتي على أحسن ما يرام، حتى يتسنى للمنتخب قول كلمته في هذه التصفيات، لكن شاءت الأقدار أن ننهزم بهذه الطريقة، فهذه هي حياة المدرب، يوم في السماء ويوم في الحضيض، لكن أوكل ربي على كل من لم يعمل بإخلاص''. وكانت الجامعة الجزائرية لكرة القدم قد أعلنت في بيان لها يوم الأحد الماضي أن مدرب المنتخب الجزائري عبد الحق بن شيخة، قدم استقالته من منصبه بعد الخسارة القاسية (4-0) أول أمس السبت بمراكش أمام المنتخب المغربي ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 (المجموعة الرابعة). وذكر بيان الاتحاد الجزائري أن بن شيخة كان أبلغ لاعبي المنتخب باستقالته مباشرة بعد المباراة. ويذكر أن بن شيخة كان قد تولى منصبه في شتنبر الماضي خلفا لرابح سعدان الذي قاد المنتخب الجزائري إلى نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 حيث خرج من الدور الأول قبل ان يستقيل من منصبه في الرابع من شتنبر غداة التعادل أمام منتخب تنزانيا في الجزائر العاصمة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة.