حسن البصري فتحت السلطات الأمنية في ابن امسيك تحقيقا حول الفيديو الذي تم نشره مؤخرا على موقع «يوتوب»، والذي يظهر من خلاله أستاذ العلوم الطبيعية بثانوية الكندي بنيابة ابن امسيك بالبيضاء، وهو يمارس العادة السرية أمام أعين تلميذاته داخل الفصل الدراسي. وربط الجهاز الأمني الاتصال بنائبة وزارة التربية الوطنية بابن امسيك من أجل الحصول على بيانات حول الحادث الذي أثار ضجة في صفوف التلاميذ وهيئة التدريس، وتبين لرجال الأمن من خلال الإفادات الأولية أنه لم تسجل أي انزلاقات أخلاقية على الأستاذ منذ التحاقه بمهنة التدريس كمدرس لمادة العلوم الطبيعية، وأنه متزوج وأب لأربعة أبناء، وكان لحظة تصويره بصدد تدريس المادة لفوج من التلميذات، قبل أن تقدم إحداهن كانت تجلس في الصفوف الأمامية باقتناص فعلته، وعرضها على التلاميذ وإدارة المؤسسة، وبعد أسبوع على انتظار اتخاذ قرار من طرف النيابة بادر أحد التلاميذ إلى عرض الفيديو الصادم على موقع «يوتوب»، خاصة بعد استدعاء التلميذة إلى المجلس التأديبي للمؤسسة التعليمية بدل الأستاذ، الذي استفز استمراره في تدريس العلوم الطبيعية التلاميذ. وعلمت «المساء» أن مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة الدارالبيضاء قد طالبت بتقرير مفصل حول النازلة، قبل اتخاذ القرار اللازم، فيما أبدت جمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة استياءها من الفعل المشين وطالبت بتوقيف الأستاذ عن ممارسة مهامه إلى حين معرفة نتائج التحقيق، الذي وصفه مصدرنا بالبطيء. وأكد مجموعة من التلاميذ أن إمكانية التصعيد واردة إذا «استمر التستر على أستاذ يمارس العادة السرية أثناء حصة تدريس دون احترام حرمة القسم، لأنه لو وقع الأمر نفسه لتلميذ لطرد فورا قبل عرضه على أنظار المجلس التأديبي»، بل إن والدة إحدى التلميذات ناشدت الآباء باللجوء إلى القضاء، ودعت جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في ما وصفته ب»جهود النهي عن المنكر». ورفض زملاء الأستاذ التعليق على الواقعة، واكتفوا بالقول إن صور الفيديو لا يمكن أن تكون قرينة ثابتة، مبرزين وجود حالات تحول فيها الفيديو إلى أداة مدمرة لحياة كثير من رجال التربية والتعليم، وأضاف محدثنا أن التكنولوجيا الحديثة يمكنها أن تصنع وقائع غير موجودة أصلا، وأضاف أن البحث يجب أن يبدأ من صحة الشريط «كي لا يظلم التحقيق أحدا». ونفت نجاة أنور، رئيسة جمعية «متقيش ولدي» دخولها كطرف في النازلة، وقالت ل«المساء» «لم يتصل بنا أحد من التلاميذ أو أولياء أمورهم»، وأبدت تحفظها على مثل هذه الأشرطة.