عاشت الشوارع الرئيسية لمدينة فاس، أول أمس الخميس، «يوم غضب» شارك فيه كل من المعطلين الذين دخلوا في شد وجذب مع القوات العمومية، بعدما حاول بعضهم، أكثر من مرة، اقتحام مقر ولاية الجهة، وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة، الذين «استأنسوا» بتجربة حلقات الطلبة في الجامعة ونقلوها إلى الشارع العامّ، وموظفي المجلس الجماعي، الذين وقفوا أمام بناية المجلس لترديد شعارات مناوئة للعمدة الاستقلالي حميد شباط. فقد عمد سائقو سيارات الأجرة الصغيرة إلى تحويل سياراتهم إلى وسائل للاحتجاج، ما أدى إلى «تعطيل» حركة السير في أكبر شوارع المدينة، للمطالبة بوضع حد لما أسموه «الفوضى والتسيب» اللذين يعيشهما القطاع ولانتشار النقل السري في عدد من الأحياء الشعبية، ما يؤدي، بالنسبة إليهم، إلى إلحاق أضرار بسيارات الأجرة، التي تحظى، من جهتها، بانتقادات في أوساط الزبناء بسبب بعض السلوكات المُخلّة، فيما يعمد عدد من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة إلى العمل ك»خْطّافة» في نفس الأحياء التي ينتشر فيها النقل السري. أما المعطلون الذين عادوا في الآونة الأخيرة، بقوة إلى الساحة المقابلة لولاية الجهة، للمطالبة بإدماجهم المباشر في الوظيفة العمومية، فقد دخلوا في حوارات مع بعض المسؤولين الإداريين، لكن اقتراح هؤلاء، في آخر جلسة للحوار، إمكانية إدماج عدد منهم كأعوان سلطة بدرجة «مقدمين»، بالنسبة إلى الذكور، وبرتبة «عريفات» بالنسبة إلى الإناث، «أغضبهم» ودفعهم إلى الخروج إلى الشارع لمواصلة الاحتجاج. وتنتهي بعض من هذه الاحتجاجات، شبه اليومية، بتدخلات أمنية وبمطاردات في الشوارع. وردد أعضاء الفدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابي للاتحاد الاشتراكي، الذي تحوّلَ إلى المعارضة، شعارات مناهضة للعمدة الاستقلالي حميد شباط أمام مقر المجلس الجماعي، على خلفية قرار توقيف كل من الموظف محمد الحراك، عضو النقابة ذاتها، ولحسن علابو، عضو نقابة الاتحاد المغربي للشغل. ويقول الموظفين إن قرار توقيفهما مرتبط بنشاطاتهما في إطار حركة 20 فبراير. وقرر رئيس المجلس توقيفهما بتُهم السب والشتم في حق الرؤساء، في إشارة إلى الشعارات التي ترفعها الحركة في الشارع العامّ، والتي تتهم عمدة فاس ب»الفساد» وتطالبه ب»الرحيل». وإلى جانب المطالبة بإلغاء القرار، طالب المحتجون بصرف تعويضات الموظفين المحسوبين على نقابات أخرى وبوضع حد للتمييز بين موظفي المجلس لاعتبارات نقابية، متهمين عمدة فاس بالتحيّز إلى أعضاء نقابة الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب، والتي يعتبر شباط أمينا عاما لها.