دخلت جمعية «ما تقيش ولدي» على خط ملف وفاة غريبة لخادمة كانت تشتغل في منزل خادمة ميسورة بوسط مدينة مكناس بالقرب من ولاية الأمن بالمدينة. وطبقا للمصادر، فإن الخادمة (ع. ا)، وهي من مواليد 1995 بالصفاصيف بضواحي الخميسات، حاولت الهرب، صباح يوم السبت 24 دجنبر الجاري، من منزل المشغلة، بربط ثلاث ستائر شكلت منها حبلا رغبت في أن تعتمده في مغادرة الشقة عبر الشرفة، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، حيث سرعان ما خارت قواها، فسقطت في الطابق الثاني. وأفضى التحقيق إلى اعتقال المشغلة لمدة 24 ساعة قبل أن يخلى سبيلها ويطلب من الأب أن يسرع بإجراءات دفن ابنته، بعدما منع من الحصول على محضر الحادث بمبرر «سرية التحقيق». ووجدت عناصر الشرطة الخادمة في وضعية صعبة، وتم نقلها عبر سيارة الإسعاف إلى مستشفى محمد الخامس الإقليمي بمكناس، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بعد مرور ما يقرب من ساعة على الحادث. وقالت المصادر إن الشرطة استمعت إلى المشغلة، التي أشارت إلى أنها ضبطت الخادمة تسرقها، مما جعلها تتصل بالوسيطة التي شغلتها، هذه الأخيرة التمست من المشغلة ترك الهالكة حتى الصباح لتقديمها للشرطة. وذكرت المشغلة أنها تركت الهالكة داخل الشقة رفقة طفليها التوأمين، وأقفلت الباب حسب المعتاد، لتكتشف في ما بعد أن الهالكة فارقت الحياة بعد محاولتها الهرب. وتقرر بناء على تعليمات النيابة العامة وضع المشغلة رهن الحراسة النظرية لمدة 24 ساعة، وأخلي سبيلها بعد ذلك. ولم تستدع الشرطة والد الخادمة، وقوبل طلبه للحصول على محضر النازلة بالرفض، بمبرر سرية البحث، وطلب منه، في الوقت نفسه، أن يعجل بدفن ابنته، وتقدم الأب بشكاية مباشرة في الموضوع. وقال عبد الرحمان بن دياب، المنسق المحلي لجمعية «ما تقيش ولدي» بمكناس إن الجمعية التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في القضية، تتابع الملف عن كثب لضمان السير العادي للتحقيق، «خصوصا أن الهالكة لم تصل بعد السن القانونية للشغل». وأشار بن دياب إلى أنه سبق لهذه الجمعية أن نادت في العديد من المرات بمحاربة ظاهرة تشغيل الأطفال دون السن القانونية.