عاشت مدينة وجدة، مؤخرا، على وقع جريمة قتل بشعة، ذهبت ضحيتها فتاة تبلغ من العمر 27 سنة تتعاطى للبغاء وترتاد الحانات، بأحد المنازل بحي المحمدية بالقرب من الملعب البلدي بمدينة وجدة، بطلها شخص من مواليد سنة 1978، متزوج وأب لطفلين. تعرف منير على سعاد التي تقطن غير بعيد عن محله التجاري لبيع مواد النظافة والماكياج، الذي لم يمض على افتتاحه عشرون يوما، وكانت الضحية تتردد عليه كزبونة الأمر الذي سهل عليه نسج علاقة معها. ليلة وقوع الجريمة، أقدم منير على دعوة سعاد بواسطة مكالمة هاتفية، إلى بيته في غياب زوجته التي ذهبت لزيارة والديها رفقة طفليها. التحقت الزبونة في حدود الساعة السادسة والنصف، حيث كان ينتظرها بالمنزل بعد أن أغلق محله التجاري دقائق قبل ذلك، وترك لها الباب الرئيسي للمنزل مفتوحا، كما خطط لذلك، لتمكينها من الدخول إلى المنزل وصعود أدراجه نحو الطابق الثاني حيث كان ينتظرها، حتى لا تثير انتباه الجيران أو المارة. سرقة وجريمة كان هدف منير قبل أي شيء هو إطفاء نزوته الجنسية، لكن قبل الشروع في الممارسة الجنسية الكاملة، طلبت منه سعاد تسليمها 200 درهم فكان لها ما أرادت، إلا أنه وبعد الانتهاء من ممارسة العملية الجنسية، وفي غفلة منه قامت من مكانها وفتحت الدولاب واستولت على 5000 درهم. عاد منير إلى الغرفة ولاحظ أن أبواب الدولاب مفتوحة، فهرع إليه وألقى نظرات داخله، ثم فتش بين رفوفه بحثا عن شيء ما، قبل أن يلتفت إلى الفتاة ويطلب منها إعادة مبلغ 5000 درهم. رفضت سعاد الامتثال لأمره ونفت الاتهامات الموجهة إليها، فدخلا في ملاسنة تحولت إلى شجار، دفع الجاني بعد أن فقد صوابه، إلى التسلح بمدية كبيرة، وفي لحظة هستيرية، شرع في توجيه عدة طعنات قاتلة إلى جسد خليلته، اخترقت إحداها بطن الضحية ومزقت أحشاءها، فسقطت على إثرها جثة هامدة مضرجة في دمائها. محاولة إخفاء الجريمة استفاق الجاني من هستيريته، وأدرك خطورة فعلته ووعى بالورطة التي غرق فيها، ففكر في طريقة للتخلص منها حتى لا يكتشف أمره. فقرر التخلص من الجثة على الطريقة الهيتشكوكية مستلهما إياها من أفلام الجرائم الكبرى، فتسلح بأدوات الجزارة وشرع في تقطيع الجثة حيث فصل الرأس والأطراف عن الجسد، ووضع الرأس واليدين في كيس وحمله على دراجته الهوائية ثم رماه في زنقة «عين الصفا» بأحد المنازل المهجورة بمحاذاة حمام «ولد الشريف» بالقرب من ثانوية عبد المومن فيما ترك باقي الجسد في مسرح الجريمة، وقفل راجعا فاقدا توازنه النفسي شاردا تائها. لم يستطع منير تحمل ما اقترفت يداه وفقد توازنه النفسي، خاصة أنه لم يتمكن من التخلص من باقي أجزاء الجثة، الأمر الذي جعله يتوجه إلى منزل أصهاره في وضع مضطرب انتبه له بسرعة أهل زوجته، وأمطروه بسيل من الأسئلة لمعرفة أسباب ودوافع الاضطراب النفسي وحالته المهزوزة التي كان يوجد عليه. أخبر زوجته بكونه أخطأ وأدخل فتاة للمنزل ثم ضربها، طالبا منها الذهاب معه ومساعدته للتخلص منها، حينها اتصلت أسرة الزوجة بمصلحة المداومة بولاية أمن وجدة، والتي انتقلت عناصرها على الفور إلى بيت والد الزوجة ظنّا منهم أن المشتكى به في حالة سكر، فاقتادوه إلى منزله حيث اكتشفوا جثة سعاد دون رأس ودون يدين، ليتم حينها إخبار النيابة العامة التي أعطت أوامرها بوضع الجاني تحت الحراسة النظرية، ونقل الجثة إلى مستودع الأموات بعد استعادة الأجزاء المتخلص منها. وضعت عناصر الأمن الولائي التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة الجاني تحت الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث معه، قبل إحالته على وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بوجدة، من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة إخفاء معالم جريمة والتمثيل بجثة والخيانة الزوجية.