تنتظر أسر ضحايا حاثة سير تسببت في مقتل تلميذين وإصابة زميلين لهما بإعاقات حركية ونفسية، إنصافها بالتعويض المادي والمعنوي، وتأمل الأسر الثلاث القاطنة بجماعة أولاد يحيى لوطا في إقليم ابن سليمان أن تكون جلسة التأمل ليوم الثلاثاء المقبل بالمحكمة الابتدائية بان سليمان بداية رد الاعتبار لروحي القتيلين والطفلين المعاقين، وإعادة النظر في كيفية تدبير ملف حادثة السير التي تسبب فيها سائق سيارة أجرة لم تتم إدانته. وكان سائق سيارة أجرة من الدرجة الأولى (طاكسي كبير) يسير بسرعة في حدود الثانية عشرة و45 دقيقة من يوم تاسع مارس الأخير، حين صدم التلاميذ الأربعة الذين كانوا عائدين إلى منازلهم من أجل تناول وجبة الغداء، بعد نصف يوم من الدراسة داخل مجموعة مدارس بنت عبو، مما أدى إلى الوفاة الفورية للتلميذ حسام بلحارتي (12 سنة)، وإصابة زملائه الثلاثة بكسور وجروح بليغة، حيث تم نقلهم على متن سيارة الإسعاف التابعة لمصلحة الوقاية المدنية إلى المستشفى الإقليمي بابن سليمان، وتمت إحالتهم على قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. حادثة السير المفجعة التي وقعت بمحاذاة دوار بني مكزاز بالطريق الجهوية رقم 305، انتهت بوفاة تلميذين وإصابة تلميذين آخرين بعاهة مستديمة. فبعد أسبوع على الحادث توفي التلميذ مروان هيدان (11 سنة)، فيما لازال التلميذان خالد بلحارتي (11سنة)، وعبد الحكيم العشابي (12 سنة) يعانيان من إعاقات حركية واضطرابات نفسية. وقد قدم كل من محمد هيدان والد الضحية مروان، ومحمد العشابي والد الضحية عبد الحكيم، وعبد الرحمان بلحارتي والد الشقيقين حسام (المتوفى) وخالد المعاق شكايات مرفقة بشواهد طبية تثبت العجز أو الوفاة، إلى مركز الدرك الملكي بابن سليمان مطالبين بإنصافهم. سائق السيارة أكد في محضر تصريحاته الأمنية أنه كان قادما وحده من مركز جماعة الطوالع في طريقه إلى مدينة ابن سليمان على الطريق الجهوية رقم 305، وأن شاحنة نصف مقطورة كانت تسير في الاتجاه المعاكس، وكانت خلفها سيارة أجرة بيضاء حاولت تجاوز الشاحنة، فانحرف بسيارته لتفادي الاصطدام بها، وهو ما جعله يفقد السيطرة على السيارة التي انقلبت به، وصدم التلاميذ الأربعة الذين كانوا يمشون على حافة الطريق بالجهة اليمنى. الحادثة المميتة كلفت الأسر الثلاثة معاناة نفسية ومصاريف مالية باهظة رغم أنها أسر قروية فقيرة تسكن في دور الصفيح بدواري أولاد طالب وأولاد بهلول بالجماعة القروية أولاد يحيى، وأنها كانت تبذل جهودا من أجل تعليم أطفالها، أملا في منحهم فرصا لتغيير أوضاعهم المعيشية، وانتشالهم من الفقر والعزلة. لكن القدر شاء أن يتوقف مسار اثنين منهما كانا يتابعان دراستهما بمستوى السادس ابتدائي. فيما لازال نفس القدر يعبث بمستقبل تلميذين آخرين بعد أن خلف الحادث لديهما إعاقات حركية ونفسية، ومنعتهما من متابعة دراستهما بنفس الحماس والجهد اللذين كانا يتمتعان بهما قبل دهسهما من طرف سيارة الأجرة.