أعربت مجموعة من الأطر الصحية التي تشتغل في المركز الاستشفائي ابن سينا في جهة الرباط عن مشاركتها في الإضراب الوطني الذي دعت إليه الجامعة الوطنية للصحة، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بداية من اليوم وغدا الخميس، مُندّدة بالأوضاع التي يعيشها المركز الإستشفائي، واصفة إياها ب«المزرية». وتتمثل هذه الأوضاع، أساسا، في قلة الموارد البشرية والتدهور المادي والمعنوي الذي جعل المركز الاستشفائي يئنّ -حسب تعبير البعض- تحت وطأة مجموعة من اختلالات. وقد كشف عن هذه المشاكل التي يعرفها المركز شريف جلال بلمعطي، نائب الكاتبة العامة الجهوية للجامعة الوطنية للصحة في الرباط، محددا إياها في تدهور الأوضاع المهنية للمُستخدَمين، خاصة في قسم المستعجلات، الذي يعرف، حسب قوله، عجزا إداريا يتحمل الممرضون والأطباء أعباء إضافية بسببه، فهم يزاولون مهنة الإداري في الوقت الذي تنحصر مهمتهم في تقديم العلاجات والخدمات التمريضية، يضيف المتحدث نفسُه. وقد حمّل المتحدث وزارة الصحة مسؤولية معالجة هذه المشاكل التي يتخبط فيها الممرضون والأطباء، والتي تنعكس على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مؤكدا أن أعباء العجز الإداري يجعلهم يدخلون في مواجهات وصراعات مع المواطنين داخل المصلحة ذاتها. في السياق ذاته، قال ذات المصدر إن المكتب النقابي المحلي للمركز الاستشفائي عقد لقاء مستعجلا مع المستخدمين في مختلف أقسام المركز، وخلال اللقاء تمت مناقشة الأوضاع المهنية لجميع الأطر الصحية التي تشتغل في المركز في ظل غياب التسيير والتدبير المناسبين لوزارة الصحة، مؤكدا أن استمرار هذه الظروف لن يساعد الموظفين على الاشتغال، مبرزا أن مجموعة من الملفات قيد النقاش، تتضمن جملة من الخروقات سيتم الإفصاح عنها مستقبلا. وقد اتصلت «المساء» بإدارة المركز الاستشفائي أكثر من مرة لأخذ تصريح في الموضوع، لكن هاتف الإدارة ظل يرن بدون إجابة. ويعاني المركز الاستشفائي - حسب من يشتغلون فيه - خصاصا على مستوى الموارد البشرية ونقصا في أدوات العمل، خصوصا في مصلحة المستعجلات، التي تعاني من نقص في عربات الجر، الأغطية، الأسِرّة والعديد من أدوات الإسعافات الأولية، إضافة إلى تأخر توزيع منحة الحراسة والإلزامية للفترة الممتدة من 2007 إلى 2010 وغياب شروط النظافة والسلامة للعاملين في المستشفى، الذي أكد بيان المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة في الرباط أنه يعاني من غياب المرافق الصحية ومن انتشار القطط والجرذان، فضلا على تعرض مجموعة من العاملين فيه للاعتداءات بعد مغادرتهم المستشفى، خاصة أثناء الليل.